الحياة في الجزائر متوقفة، والأمر لا علاقة له بأنفلونزا الخنازير ولا بشلل المدارس ولا حتى بتهديدات حجاجنا الميامين بإغلاق طرقات مكة احتجاجا على غياب غلام الله.. فقط هناك حدث يسمى كرة جبّت ما قبلها وما بعدها فلا حرث ولا حصاد ولا حج ولا دعاء أو استسقاء إلا بعد نهاية ''ماتش'' الجزائر مع مصر، وحينما يظهر هلال ''الماتش'' الأسطوري، حينها فقط يمكن للحكومة ولمواطنيها أن يعودوا إلى رشدهم لمواصلة حياتهم التي كانت موجودة قبل ''الماتش''.. من قال عن كرة القدم إنها أفيون أو ''كوكايين'' الشعوب، لم يحسن وصفها، فالكرة أكبر وأعمق وأعظم من أي أفيون أو ''عفيون'' ومن تستطيع أن تزيح أنفلونزا الخنازير، الداء الأكثر رعبا في هذه الأيام، لتجعل منه زكاما ثانويا، لا يمكن أن نطلق عليها سوى أنها هي الأنفلونزا وهي ''الخنزيرة'' الرائعة التي ألغت ما سبق وما هو آت من قضايا ومن أمراض ومن علل سلطوية كانت أو شعبية..بركات الصحة نجّته من خطر الخنازير كرة وأحسن لقاح وقناع للأنفلونزا ولخطرها العابر للقارات، كان لقاح وقناع كروي أنسى المزكومين من صحة بركات، رعبهم الخنزيري، ليرتاح الوزير لأن ''الماتش'' هو الحدث والحال نفسه مع شلل بن بوزيد الدراسي وغلام الله الديني وما فعل ترقيعه للحجيج في الحجاج.. والمهم أن حقنة الكرة سينتهي مفعولها بعد السبت وحينها ستعود الخنازير والأنفلونزا ومعهم واقعة أن ''الماتش'' العظيم لم يكن إلا استراحة محارب، نخرته الهزائم فأراد تعويضها بحقنة كرة لن توقف لعنة أننا لازلنا نحن المغبونين..