- ائتلاف المعارضة يتلقى أوامره من أمريكا ولا يعبر عن تطلعات شعبنا - بشار الأسد هو أصل البلاء واخترق ما يسمى بالمعارضة للعظم - المعارضة تأتي بسلاحها من أمريكا فكيف لها أن تملك الكيمياوي - الجزائر احتضنتني وعائلتي عندما نفينا.. وثورتنا تذكرنا بثورتكم حاورها/ أيمن السامرائي تعتقد لمى الأتاسي، وهي من أبرز نساء ورموز المعارضة السورية، والأمينة العامة ل"الجبهة الوطنية السورية" التي تضم عشرات الأحزاب والتنظيمات، أنه "لا تعنينا كثيرا المعارضة في غياب الديمقراطية وآلية تمثيل الثوار والمكونات السورية، لكن الخلاف موجود في سوريا ولو كان الأسد يحب هذا البلد لتركه يتم بسلمية وبشكل صحي.. إنه أصل البلاء واخترق ما يسمى بالمعارضة للعظم".. - بداية ما تعليقكم على البيان الختامي لقمة مجموعة الثمانية الكبار حول سوريا، خصوصا مع الدعوة إلى حل سلمي وعدم التطرق إلى مصير بشار الأسد؟ أتصور أن الحل السياسي جملة فضفاضة، فهناك من يقاتل وهو يؤمن بالحل السلمي.. وهم لا أدري إلى أي مدى يضعون في أولوياتهم الدم السوري الذي يراق.. إن الدول العظمى بيدها وضع حد للصراع دون دماء ولكنها لا تمانع كثيرا إراقة المزيد.. أما مصير الأسد فيشكل نقطة خلاف غير حقيقية.. فصدقا لا روسيا ولا أمريكا متمسكتان به شخصيا، لكن الحسابات بينهما لم تنته والمفاوضات ما تزال لها تتمة وثمنها دماؤنا. - ائتلاف المعارضة يتحدث دوما عن أنه لا يقبل أي حل للأزمة لا يتضمن رحيل الأسد، والنظام بطبيعة الحال يرفض هذا، هل يمكن هنا الحديث عن تنازلات مطروحة بين الطرفين للجلوس إلى طاولة الحوار؟ ائتلاف المعارضة يصرح بما يملى عليه من أمريكا ولا يملك قراره وهو جسم غير منسجم ولا يعبر عن أي تطلعات سورية، وهو لا يملك آلية عمل وهذا الكلام يقوله لإرضاء الشارع السوري الذي لم يعد يمكنه ولا حتى للطرف العلوي منه، أن يقبل بالأسد رئيسا لدولة تحضن كل السوريين. - تكتبين في صفحتك عبر "فيسبوك" أن الشعب السوري لم يعد يثق في الائتلاف.. ماذا تقصدين بهذا الكلام؟ نعم.. ففضائح الائتلاف الفسادية تشبهه بالنظام وعدم استقلالية قراره أيضا، ولكن الأخطر هو غياب آلية العمل؛ بل الأهم من هذا المشروع.. الائتلاف لم يقدم مشروعا يشرح فيه كيف يريد الدولة السورية بتفاصيلها وكيف سيعيش كل السوريين فيها.. لم يقدم مشروع جمهورية ثانية وليس بإمكانه رغم توفر الإمكانيات المالية والوقت أمامه.. من هنا فالشارع بات يعلم أنه لا يحل ولا يربط وليس عنده ما يعطي؛ ففاقد الشيء لا يعطيه. - لكن الائتلاف قام بتشكيل حكومة انتقالية تضم عدة وزارات، فكيف لا يملك مشروع دولة جديدة؟ الحكومة الانتقالية ليست مشروعا ولا أجد أنها ممكنة قبل بناء أسس أخرى وحل مواضيع عميقة كشفت عنها الثورة ضد هذا النظام.. وأتساءل هنا مثلا؛ كيف يرى الائتلاف إمكانية الوحدة الوطنية والعيش المشترك. - نطالع دوما تقارير عديدة تتحدث عن وجود "معارضات"، وليس معارضة واحدة في سوريا، مما جعلها متشتتة وأحيانا تتصادم فيما بينها.. ما تعليقك؟ لا تعنينا كثيرا المعارضة في غياب الديمقراطية وآلية تمثيل الثوار والمكونات السورية، لكن الخلاف موجود في سوريا ولو كان الأسد يحب هذا البلد لتركه يتم بسلمية وبشكل صحي.. إنه أصل البلاء واخترق ما يسمى بمعارضة للعظم.. حتما هناك صراعات والصوت الشعبي ليس موحدا ومن واجب النخبة تقديم مشروع سوري ذو مرجعية سورية لتوحيد الصف السوري.. حينها يصبح رحيل النظام تحصيل حاصل.. لكننا وبعد أكثر من عامين "نخبي الشمس بالغربال"، كما يقول المثل الشعبي، ونرفض مناقشة الخلافات الجوهرية التي حرم من نقاشها الإنسان السوري من قبل نظام الأسد. - هل صحيح أن المعارضة السورية "الائتلاف" غير متناسقة، وتعاني من صراعات مصالح بين أقطابها.. هل لديكم أسماء ومن يقف خلفها؟ لا تهمني الأسماء لكن الواضح أن هناك مصالح ضيقة مادية لدى البعض ونفوذية لدى الآخر وهم تلاميذ البعث والأسد والمصلحة العامة مغيبة تماما، لأن مفهوم الديمقراطية ملغى وكأن العملية القادمة انقلاب.. وهذا مرفوض من قبل الشارع. - طيب.. كيف تنظر إلى مآلات نجاح أو فشل مؤتمر "جنيف 2″، في ظل ما قلته والتطورات الحاصلة؟ مؤتمر جنيف إن كان مجرد التشكيل الغربي مقابل هيئة التنسيق والنظام دون أي بحث عميق ومسبق؛ سيكون كمؤتمرات أصدقاء الشعب السوري.. أي زيارات تشريفية فقط. أما إن قرر المجتمع الدولي ترك الفرصة لكل أطياف السوريين لأن يشاركوا بشكل أعمق، وهذا حتما صعب، لكن على الأقل أن يقدم مشروعا وورقة طريق وخطة عمل من عدة أطراف وبشفافية.. فحينها يمسك أول الخيط. - هناك أيضا حديث عن اجتهاد روسي وأطراف أخرى لإفشال مؤتمر "جنيف 2″، ما مدى صحة هذا الكلام؟ لا أعتبر أن لروسيا مصلحة أكثر من أمريكا بإفشال جنيف.. فلو كانت أمريكا يعنيها فعلا إنهاء معاناة الشعب السوري لما كانت اعتمدت على أزلام من بينهم أزلام لرفعت الأسد وطلاس وخدام والحريري، ولما كانت تركت الفساد يستفحل في صفوف الائتلاف ولكانت تصرفت بحزم مع الأعضاء.. لا روسيا ولا الولاياتالمتحدة معنيتان بتوفير الدم السوري.. ولا واحدا. - "الجيش الحر" هدد سابقا بملاحقة عناصر ما يسمى ب"حزب الله" في الأراضي اللبنانية، ما مدى جدية هذا الكلام وكيف تتصورين تداعياته على المنطقة إن حصل؟ هذا كلام خطير وغير مسؤول ويجب الحيلولة دون حصوله وعلى المجتمع الدولي التدخل لوضع حد لتدخل "حزب الله" في الشأن السوري وأن يختصر عدد الدول المتدخلة، فسوريا تقوم في أرضها حرب عالمية ثالثة بالوكالة مختفية وراء الطائفية. - في رأيك، لماذا تحول "حزب الله" من "رمز للمقاومة"، كما يقول أمينه العام وأنصاره، إلى أداة لمحاربة تطلع الشعب السوري إلى الحرية؟ لأن هناك اتفاقا ما بين الممانعين والمقاومين لأن يبقوا مقاومين وممانعين لكي تحصل إسرائيل على العطف الدولي والتمويل الدولي بكل شرعية وهم والحكومة الصهيونية وجهان لعملة واحدة، كلاهما لا يريد حق الشعب الفلسطيني وكلاهما تضخ له أموال هي ثمن صموده في وجه الآخر.. - كيف تنظرين إلى الدور الإيراني في سوريا بعد انتخاب الرئيس الجديد روحاني، هل تتوقعين تغييرا في الموقف؟ تغير الموقف متعلق بالعلاقات الأمريكية الروسية وإن كانت الخطة "تنازل عن حصانك أتنازل عن حصاني"، وأقصد أن "الإخوان المسلمين" تتنازل عنهم أمريكا جزئيا مقابل أن تتنازل روسيا جزئيا عن التشدد العلوي.. ولكن لا شيء أكيد، الأمور كلها مرتبطة يبعضها وللأسف سوريا كانت حجرة التوازن وعمليا نظام الأسد سقط ونرجو ألا يتم عبر الائتلاف والهيكلة العسكرية الجديدة تثبيته بوجه آخر. - هل صحيح أن النظام ومقاتلي المعارضة متورطان معا في استخدام السلاح الكيماوي؟ المعارضة تأتي بسلاحها من أمريكا فكيف لها أن تملك كيمياوي علما بأن صناعة هذا السلاح دائما لدى النظام ويصعب على ثوار غير مدعومين إلا بما يكفي الحصول عليه، وهم لا يملكون الإمكانيات ولا مواد تصنيع هذا السلاح في مدة قصيرة.. النظام متورط أكيد لكن ماذا ينتظر المجتمع الدولي لتقديم الإغاثة عبر قنوات مؤسساتية لا تسرقها، وماذا ينتظر أصدقاء الشعب السوري لتقديم ما يجب للمعالجة في كل دول الجوار.. لدينا حالات كثيرة في لبنان ومسؤلي الائتلاف هناك لا يتجاوبون مع المصابين ولا يوجد من يدفع ثمن علاجهم. - هل تودين ختام اللقاء بشيء لم نذكره مثلا؟ أخي الكريم أنا سعيدة بأن تهتم بي صحيفة جزائرية، فللجزائر مكانة خاصة في قلبي، حيث عشت هناك مع أهلي عندما نفينا وثورتنا تذكرني كثيرا بالثورة الجزائرية.. حياك الله وشكرا لاهتمامك.