تناقضت تصريحات وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مع المعطيات المقدمة مؤخرا من طرف منظمة الصحة العالمية وبعض الأوساط الطبية بالجزائر حول انحسار كلي لنشاط الفيروس المعروف مخبريا ب '':إتش1إن,''1 والذي أفادت في شأنه ''إن الفيروس يعرف استقرارا إلا أنه لا يزال يواصل هجمته الشرسة في العالم وفي الجزائر بالرغم من التراجع النسبي لنشاطه''. وأفادت وزارة الصحة في بيان إلكتروني نشرته أول أمس على موقعها الرسمي، عن وجود استقرار في عدد الوفيات المسجلة نتيجة الإصابة بفيروس ''أنفلونزا الخنازير'' حيث انحصر العدد في 57 حالة فقط منذ 17 من شهر جانفي المنصرم، في حين بلغ عدد الإصابات بالفيروس حوالي 916 حالة مؤكدة، ليقترب عدد الحالات المشتبه بإصابتها من 200 ألف حالة منذ شهر نوفمبر الفارط. وكشفت الهيئة ذاتها، عن تسجيل 166 حالة إصابة مؤكدة جديدة خلال الأسبوع الأخير من العام الماضي، ليقفز عدد الحالات التي تم رصدها بالجزائر منذ 25 من شهر نوفمبر إلى غاية اليوم إلى 962 حالة إصابة بالفيروس القاتل، بينهم 554 حالة تطلبت المكوث بالرعاية الاستشفائية المكثفة، بينما اكتفت الحالات المتبقية بأخذ الدواء المضاد المسمى ب''التاميفلو'' الموزع عبر كافة الصيدليات مجانيا. واستنادا على النتائج المقدمة من طرف مصالح المراقبة الوطنية لمكافحة الأنفلونزا فإن عدد الحالات المشتبه في إصابتها ب''إتش1 إن''1 في الجزائر قد قارب 200 ألف حالة خلال شهري نوفمبر وديسمبر الفارطين، ليشهد بذلك الفيروس نوعا من الاستقرار مطلع 2010 . وعلى صعيد الولايات الأكثر تضررا من الهجمات المتتالية للفيروس، فقد أكدت الوزارة المسؤولة أن الجزائر العاصمة تتصدر القائمة بنسبة تقدر ب26 بالمائة، في الوقت الذي لم تعلن فيه ولايتي النعامة وأدرار عن أي حالة إصابة أو وفاة بسبب ''إتش1إن .''1 وتجدر الإشارة إلى أن مصالح بركات تعكف حاليا على تلقيح المراهقين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و24 عاما، وقد تبنت الوزارة إستراتيجية جديدة لتبديد المخاوف والشكوك التي تحوم حول سلامة اللقاح المضاد المستورد والتي أدت إلى مقاطعة شبه كلية عن أخذ الحقن المضادة من طرف الفئات التي استهدفتها الهيئة المعنية خلال رزنامتها في تحديد الأولويات. وتعنى السياسة الجديدة بتنظيم تجمعات وطنية في شكل حلقات دراسية ومؤتمرات بالفيديو، إلى جانب دورات تدريبية تحت إشراف مختصين في مجال علم الأوبئة والأمراض المعدية.