قدم عبد العزيز بلخادم الأمين العام المنتهية عهدته الأولى على رأس حزب جبهة التحرير الوطني، مسحا شاملا لإنجازاته في الحزب منذ المؤتمر الثامن الجامع، بالتطرق إلى الإنجازات التي حققها وهو يقود الحكومة· وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر التاسع، أمس بالقاعة البيضاوية، شدد الرجل الأول في الأفلان على اتخاذ من محوري إنجازاته الحزبية والحكومية في مطية للتلميح إلى إمكانية العودة إلى رئاسة الحكومة· وفيما فضل بلخادم أسلوب التلميح، وهو يتحدث عن إمكانية عودة الحزب العتيد إلى قيادة الجهاز التنفيذي، إلا أنه حرص على استعمال العبارات الصريحة الفصيحة واللسان السياسي الصارم في الرد على أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي المعارض لمبادرة قانون تجريم الاستعمار· واختار بلخادم لذلك لحظة انعقاد المؤتمر التاسع للحزب الذي اقترنت شهادة ميلاده بانطلاق أول رصاصة في ثورة التحرير والمتزامن مع عيد النصر، ليجدد بالمناسبة موقف الأفلان المتمسك بالمبادرة التي انتقدها أويحيى دون أن يتردد!وأعلن بلخادم عن تمسك حزبه ب''ثابتة'' تجريم الاستعمار ومطالبته بالاعتذار والتعويض عن بشاعة جرائمه· ليعرج بعد ذلك على الحديث عن إنجازاته وهو على رأس الأمانة العامة للحزب العتيد، مفضلا في كل محطة من هذه الإنجازات أن يعزوها إلى إخلاص المناضلين في الحزب وصلابة موقفهم من ضرورة جمع الكلمة ولمّ الشمل تجاوزا للأزمة التي عصفت به، ليتأكد مرة أخرى خروج الحزب من منعطف أزمة رئاسيات 2004 وقدرة الأفلان على تجاوز أزماته· وعلى الرغم من اعتماد بلخادم على العموميات، وهو يتحدث عن إنجازاته على رأس الحزب منذ المؤتمر الثامن مفضلا ترك التفاصيل إلى لحظة تقديمه التقريرين الأدبي والمالي أمام مندوبي المؤتمر، إلا أنه شدد على أن الحزب بعد المؤتمر الثامن أنجز كل أهدافه السياسية وأقام كل نشاطاته العادية، كما لم يتأخر في إنجاز النشاطات الاستثنائية، مشيرا في هذا السياق إلى أن الحزب خلال العهدة الأولى التي تولى فيها بلخادم الأمانة العامة، تحول إلى ورشة للأفكار والمشاريع والمبادرات ومشتلة للنضال والتكوين السياسي دون أن تفوته إدانة تسرب المال السياسي إلى الحزب وظهور أصحاب المصالح في المواعيد والاستحقاقات الانتخابية·وعلى نحو المرافعة عن الإنجازات، لم يتردد بلخادم في تسليط الضوء على إنجازات الحزب العتيد وهو يقود الحكومة· وفي هذه المحطة المهمة من مسار الحزب وقف بلخادم مطولا عند إنجازات الجبهة الاجتماعية التي حققها بعدما كانت مجرد ملفات ''نائمة في الأدراج''، إشارة إلى أدراج الحكومة التي كان يرأسها أويحيى وقبله بن فليس، ليشير بلخادم إلى أنه لم يتردد في كسر طابوهات الجبهة الاجتماعية على غرار طابو ملف رفع الأجور وتسديد الرواتب المتأخرة لشهور ورفع منحة المجاهدين والاهتمام بالعمال ودعم المواد الاستهلاكية وغيرها من الملفات التي خففت عن الجزائريين وطأة تدني القدرة الشرائية· كما انتقل بلخادم من الحديث عن إنجازاته على رأس الحزب دون أن يعزو ذلك لنفسه، للحديث عن إنجازات الحزب العتيد على المستوى الوطني ابتداء من المرافعة عن ميثاق السلم والمصالحة ومرافقة المشروع من الحملات التحسيسية إلى لحظة الاستفتاء مرورا بمشروع تعديل الدستور الذي اعتبر بلخادم أنه قد أمن للجزائريين تنوع الخيارات في إشارة إلى إلغاء قيد العهدتين، كما ضمن استمرارية المشاريع التنموية ليفتح في هذا السياق قوس إسكات على الاستئصالين والمشكيكن الذين انتعشوا بمناسة الانتخابات الرئاسية السابقة والتي قبلها، مشيرا إلى الدور الكبير الذي أداه التحالف الرئاسي في إرساء قواعد ممارسة سياسية جديدة والدفاع عن مؤسسات الجمهورية، لينتهي إلى الحديث عن ملفات الأمة الإسلامية وموقعها الحساس في أجندة الحزب العتيد، مستنكرا ما يحدث في فلسطين من محاولات تهويد القدس وتوسيع رقعة الاستيطان· كما شدد بلخادم على الوحدة الفلسطينية وضرورة تحرر الفلسطينيين، وبالأخص حماس وفتح، من التأثيرات الإقليمية، في إشارة إلى الحذر من التنازل عن سيادة الموقف الفلسطيني· كما دعا بلخادم إلى ضرورة العمل على بناء الاتحاد المغاربي دون أن يفوته التأكيد على أن الصرح لن يكتمل إلا بتحرر الصحراء الغربية·