علمت ''البلاد'' من مصادر موثوقة، أن وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني اجتمع مؤخرا بمجموعة من كبار إطارات الأمن في البلاد بغرض الحسم في اختيار خليفة الراحل علي تونسي، المدير العام السابق للأمن الوطني. وحسب نفس المعطيات، فإن زرهوني يكون قد اجتمع باثني عشرة من كبار الضباط السامين في قطاع الأمن تم انتقاؤهم من قبل الرئاسة، على أن يتداول زرهوني وإطاراته حول اختيار الرجل الأنسب ليتولى أداء مهمة الشرطي الأول في البلاد. وفيما لم تتسرب أية معلومة حول ''شخصية'' المدير المرتقب، فقد تقرر في الاجتماع ألا يكون الإعلان عن اسم المدير العام الجديد للأمن الوطني قبل أسبوعين تاريخ مرور أربعينية الرجل الذي اغتيل صبيحة الخامس والعشرين من شهر فبراير في مكتبه بالمديرية العامة للأمن الوطني بطلقات نارية صوبها باتجاهه رئيس الوحدة الجوية للأمن العقيد شعيب ولطاش المتواجد حاليا رهن الحبس الاحتياطي في انتظار انتهاء التحقيق ومحاكمة الجاني. وحسب بعض القراءات، فإن تأخير الإعلان عن خليفة علي تونسي إلى ما بعد أربعينية الرجل تأتي انسجاما مع واجب احترام كرامة الراحل وذويه، إضافة إلى حساسية الاختيار المطلوب تحقيقه لشغل منصب الشرطي الأول في البلاد، فضلا عن الاتجاه نحو تهدئة الأمور وانتظار عودة شؤون الأمن الوطني في الجزائر إلى نصابها الطبيعي إثر صدمة سابقة اغتيال هزت القطاع كما هزت المؤسسات الرسمية الأخرى. وكانت وزارة الداخلية قد عينت ساعات بعد الحادث مدير مصالح الشرطة القضائية العميد عفاني عبد العزيز لإدارة شؤون المديرية العامة للأمن الوطني بالنيابة، في انتظار تعيين الخليفة. وكان تعيين عفاني قد أعلن عنه من قبل وكالة الأنباء الجزائرية وهو الأمر الذي فسح المجال أمام قراءات إعلامية وسياسية متباينة حملت أبعاد ظل ما أسمته بخلافات كانت من قبل قد أثارتها ذات الوسائل الإعلامية في كل مناسبة كان يطفو على السطح الحديث عن تقاعد تونسي. بينما اكتفت بعض القراءات الأخرى بالتقيد بحدود الجانب الإجرائي الصرف ذي الصلة بواجب الاتصال والابتعاد عن تحميل الإجراء أكثر مما يحتمل، خاصة وأن مصادر إعلامية مختلفة لم تتردد في الإعلان عن أسماء ضباط سامين في جهاز الأمن ورشحتهم لخلافة علي تونسي، كان آخرهم محمد بوطويلي مسؤول الحياة الجمعوية بوزارة الداخلية، إضافة إلى أسماء أخرى. فيما ذهبت بعض الأوساط إلى ترجيح الإبقاء على المدير العام بالنيابة العميد عفاني عبد العزيز بتأكيد تعيينه في المنصب الجديد. وبالموازاة، كان الرجل الأول في الداخلية نور الدين يزيد زرهوني قبل أيام قد كشف في تصريحات نقلتها عنه وسائل الإعلام أن لديه أسماء ضباط ومسؤولين أكفاء سيقترحهم على رئيس الجمهورية في الوقت المناسب، حتى يتسنى الحسم في اختيار الرجل الذي سيتربع على عرش المديرية العامة للأمن الوطني خلفا للراحل علي تونسي.