لا تخرج أولويات برنامج الرئيس بوتفليقة المرشح للانتخابات الرئاسية، المزمع تنظيمها في التاسع من الشهر المقبل، عن تلك التي التزم بها ويعمل على تحقيقها خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويعوّل المرشح عبد العزيز بوتفليقة على ميثاق السلم والمصالحة المجسد لبرنامجه الانتخابي لافتكاك عهدة رئاسية ثالثة. وهو القانون الذي مكّنه من دخول قصر المرادية خلال عهدتين سابقتين. وإن يرى معارضوه أن برنامج الرئيس بوتفليقة لم يكن في المستوى المطلوب، إلا أن الرجل أكد أنه ملزم باستكمال مشاريعه الكبرى التي أطلقها خلال عشر سنوات الماضية وهو ما يعتبر لدى البعض تحديا كبيرا. ويرتكز برنامج بوتفليقة الانتخابي في الإعلان عن إجراءات تكميلية لميثاق السلم والمصالحة، وهي الإجراءات التي تمس بالدرجة الأولى العناصر المسلحة القابعة في الجبال وعناصر أخرى متواجدة بالسجون. فمنذ شهور يعمل مقربوه على تجسيد هذا المسعى من خلال محاولة إقناع هذه العناصر على وضع السلاح، وقد أضحى جليا أن المهمة أوكلت لحسان حطاب القيادي السابق بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأحد دعاة المصالحة. وعلى الرغم من أن المعارضين لسياسة بوتفليقة انتقدوا ميثاق السلم والمصالحة في عهدته السابقة، وهو الذي خرج من رحم سياسة الوئام المدني سنة 1999 على خلفية عدم إعطاء لكل ذي حق حقه خاصة ما تعلق بمعاقبة المتسببين في الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد بعد توقيف المسار الانتخابي سنة ,1992 إلا أن مؤيدي بوتفليقة يؤكدون أن القانون أخرج البلاد من دوامة الإرهاب التي عصفت بها خلال عشرية سوداء. ولهذا تعهد بمحاربة الرافضين لسياسته في إطار مكافحة الإرهاب بيد من حديد. ولم يقتصر برنامج الرئيس بوتفليقة على الجانب السياسي والأمني، بل تعهد باستكمال برنامج دعم النمو وإصلاح مؤسسات الدولة. وسيرتكز برنامج الرئيس بوتفليقة على ''الاستمرارية واستقرار البلاد، وحسب مؤيديه فإن الأسس التنموية تم وضعها على السكة خلال العشر سنوات الأخيرة، حيث حظيت الاستثمارات العمومية للسنوات الخمس الماضية ب23 مليار دولار، في حين أطلق الرئيس المترشح عن مخططه الخماسي المقبل والذي يصل إلى 150 ملايير دولار. ومن بين أهم الخطوط العريضة لبرنامج الرئيس بوتفليقة التي يعول عليها الرجل للبقاء في قصر المرادية لعهدة ثالثة مشروع الطريق السيار الذي يصفه مقربوه بالتحدي الكبير للرجل، ولم يتوان البعض في التصريح بأن المشروع سيطول أمده بالنظر إلى الوتيرة البطيئة التي يسير عليها، وهي الوتيرة نفسها التي طبعت تأخر تجسيد برنامج بوتفليقة. ولهذا عمل الرجل في كل مرة على تحميل وزراء حكومته مسؤولية تعثر برنامجه الانتخابي في عهدته الثانية. فأمام مرأى ومسمع الجميع لم يتوان في هدلتهم ولم يجد معارضوه حينها سوى وصف استياء بوتفليقة من وزرائه ''غضب الرئيس. ودائما بخصوص الطريق السيار فمؤيدو المرشح عبد العزيز بوتفليقة يؤكدون أنه ليس من السهل تحقيق 1250 كيلومترا من الطريق في ظرف قياسي وهذا ما جعل الرجل يتعهد باستكمال المشاريع الكبرى التي أطلقها متعهدا باستلام المشروع في آجاله المحددة خلال الولاية الثالثة، ولايزال بوتفليقة يؤكد على الالتزام بتجسيد مليون سكن. ويرى مقربوه أن الرجل تمكن من تجسيد 900 ألف مسكن في إطار مشروع المليون سكن نهاية العام الماضي، بينما تجري الأشغال لإنجاز أزيد من 530 ألف مسكن أخرى.ويرى البعض أن بداية عهدته الثالثة ستشهد توزيع المليون سكن الذي التزم بها. ويأمل بوتفليقة في نهاية الخماسية المقبلة تنفيذ جميع الاستثمارات الضخمة في مجال البنية التحتية واستثمار 150 مليار دولار أمريكي لإنجاز المشاريع الكبرى والمساكن، وتجسيد ثاني مسجد في العالم الإسلامي والسدود وتسليم ميترو الجزائر وسكة الحديد الهضاب بلعباس تبسة 900 كيلومتر، والطريق السريع الجزائرغرداية 500 كلم.