أدرج عبد العزيز بلخادم، أمين عام جبهة التحرير الوطني، عباس ميخاليف وعبد القادر زيدوك، العائدين إلى عضوية اللجنة المركزية، ضمن قائمة المشرفين المكلفين بإعداد تقارير عن وضعية محافظات الأفلان عبر الوطن وفروعه في الخارج، معززا انفتاحه على مناوئيه السابقين، في خطوة تتبع قبول مشاركتهم في المؤتمر الأخير وترقية بعضهم لعضوية المكتب السياسي للحزب. واختير ميخاليف للإشراف على ولاية أم البواقي وكلف عبد القدر زيدوك بمحافظة الحزب بالبيض، في مهمة تفتيش ومعاينة لأوضاع المحافظات والإعداد لإطلاق عملية إعادة هيكلة الحزب لإنهاء الوضعيات النزاعية التي ميزت العهدة السابقة من قيادة بلخادم لقاطرة الأفلان. وحدد بلخادم في تعليمة صادرة نهاية الأسبوع الماضي مهمة المشرفين وهي إعداد ''تقارير دقيقة حول الوضع التنظيمي في كل محافظة، تسلم إلى كتابة أمانة التنظيم والهياكل يومي 23 و24 من نفس الشهر، لمدارستها والاستعانة بها في مرحلة إعادة الهياكل المقررة في جويلية المقبل''. بلخادم ما فتئ يفاجئ خصوصه بالانفتاح على الشخصيات التي ساهمت في الإطاحة به في أواخر التسعينات من قيادة الأفلان، رفقة التيار الإصلاحي الذي قاد الحزب في تلك الفترة المهتزة من تاريخ الجزائر. ويسعى بلخادم من خلال إشراك هذه الأسماء إلى تهيئة الأوضاع لتحقيق مصالحة على مستوى قواعد الحزب وتهدئة الأجواء، تحسبا لخوض معركة الانتخابات التشريعية والمحلية المقبلة. وتعهد بلخادم أمس خلال لقائه بالمشرفين بمقر الحزب، بالقضاء على ممارسات قيادات في الحزب متهما إياها بطريقة ضمنية بخوصصة الحزب، متحدثا عن قيامهم بعرقلة توسع القاعدة الشعبية للحزب ومنع التحاق وفود جديدة من المنخرطين لتعزيز صفوفه. ومارس بلخادم نقدا ذاتيا للمرحلة السابقة من قيادته للأفالان، وأشار إلى أن الحزب عرف وضعا داخليا سيئا تمثل في ارتباط العضوية في الحزب بأهواء قيادات دون أن يحدد أسماء أي منها. وقال بلخادم الذي بدا متهجما وناقما على الوضع الداخلي والهيكلي للحزب، ''كان الانخراط في بعض الولايات يخضع لأهواء المشرفين عليها، وساهم هذا السلوك في تنفير العديد من المناضلين وهذا الأمر لن نسمح بتكراره لأن الحزب أولى من الأفراد وليس العكس'' ثم استدرك قائلا ''هؤلاء كانوا ينصّبون أنفسهم أوصياء على كل صغيرة وكبيرة، ويربطون مصير الحزب بمصيرهم، نحن نقول لهم إن تواجدكم كان بفضل الأفلان، وإذا كان هؤلاء يعتقدون أن استمرارية حزب جبهة التحرير مرتبط بهم، فإننا نقول لهم إن الأفلان ليس بحاجة إليهم''. وأعطى بلخادم كل الصلاحيات للمشرفين وخطة عمل داعيا إياهم للعمل بكل حرية دون توجيه، وقال ''لا احد بإمكانه أن يخيفكم، سواء كانت تهديداتهم باستخدام الوسائط أو غير ذلك من أساليب التخويف، فمن يعتقد أن الحزب متواجد لأنه لا يزال يناضل في صفوفه فذلك غرور بعينه، مستخدما التعبير الشعبي''لي حاسب روحو شايد السماء يخليها''.