قبيل أيام قليلة من انطلاق مونديال القارة السمراء تفاجأ الجمهور الجزائري بانعدام كلي لبطاقة الاشتراك في قنوات الفضائية ''الجزيرة الرياضية''، الراعي الحصري لكأس العالم .2010 ففي جولة سريعة بنقاط البيع ''المعتمدة'' في بعض أحياء العاصمة لاحظنا ندرة في البطاقة ''السحرية''. وعند سؤال أصحاب الوكالات ونقاط البيع فالكل يجيب ''لم نتحصل إلى حد الساعة على البطاقات الجديدة التي تشتمل على القنوات المشفرة المستحدثة خصيصا لمونديال جنوب إفريقيا''. انعدام بطاقات الجزيرة الرياضية في العاصمة أثار فضولنا لمعرفة واقع الحال في الأسواق والولايات المعروفة برواج تجارة بطاقات القنوات المشفرة وعالم الملتيميديا، مثلما كان عليه الحال في عاصمة الإليكترونيك برج بوعريريج المشهورة برواج محلات بيع كل أنواع البطقات وعاصمة فك ''الشفرات''، قصدنا أكبر موزعي البطاقات فكان لنا حديث معمهم الذين أجمعوا كلهم على ندرة البطاقة الجديدة للجزيرة الرياضية وكل ما لديهم من مخزون هو البطاقات القديمة، ولا تحتوي القنوات الجديدة الخاصة بالمونديال. وعن سبب انعدامها قال صاحب محل معروف بالبرج إنه منذ إعلان القناة القطرية عن عملية تشفير بعض قنواتها المشفرة أصلا لم نتمكن من جلب البطقات الجديدة رغم ارتفاع ثمنها المعلن عنه بالعملة الأجنبية، دون معرفة السبب الحقيقي. وإذا تقبل الجمهور الجزائري انعدام البطاقات الجديدة دون اقتناع طبعا، فإن جل من سألناهم من المهتمين بالشأن الإعلامي ومتتبعي أخبار ''المونديال''، خاصة المواطنين الذين يمتلكون بطاقة الجزيرة الرياضية الطبعة القديمة قبل أن تشفر، لم يهضموا عدم تمكنهم من الاستفادة من عملية شحن بطاقاتهم، كما أعلنت عنه الفضائية القطرية عبر إعلاناتها المستمرة واليومية. وفي غياب موزع رسمي معتمد في الجزائر ل''الجزيرة الرياضية'' صعّب علينا إيجاد إجابة مقنعة حول هذا المشكل الذي أدخل الشك والخوف في قلوب عشاق الكرة في الجزائر مع اقتراب موعد أول مونديال في القارة السمراء الذي يعرف عودة المنتخب الوطني إلى حظيرة الكبار بعد 24 سنة من الغياب. فهل سيفعلها الرئيس بوتفليقة كما فعلها في مونديال 2006 لما اتخد قرارا بشراء بطاقات ''أرتي'' وتوزيعها بأسعار معقولة لتمكين محبي الخضر من مشاهدتهم؟