عاد الكاتب محمد مولسهول الشهير ب''ياسمينة خضرة'' مساء أول أمس خلال محاضرة له برياض الفتح في العاصمة على هامش فعاليات المهرجان الدولي الثالث للأدب وكتاب الشباب، إلى الحديث عن مساره وتجربته الروائية ومساره العسكري انطلاقا من التحاقه بمدرسة ''أشبال الثورة'' العسكرية وهو في التاسعة من عمره وتخرجه منها برتبة ''ملازم'' سنة 1978 وانخراطه بعدها في صفوف الجيش. حيث أبرز هنا تأثير الحياة العسكرية على توجهاته في الكتابة من خلال اعتماده الأسلوب البوليسي، وهو ما ظهر في كثير من أعماله على غرار ''سنونوات كابل'' و''صفارات بغداد''. وفي السياق ذاته، قال خضرة إن عمله في الجيش لم يمنعه من الكتابة، لكن تحت اسم مستعار هو ''ياسمينة خضرة'' التي كانت زوجته، موضحا أنه في عام 1989 خضع للتحقيق من قبل لجنة الانضباط في الجيش بعدما كانت ينشر باسمه، وهنا اقترحت عليه زوجته الكتابة باسم مستعار الذي فضل خضرة أن يكون اسم زوجته، حيث نشر أولى رواياته بعنوان ''الكاتب'' التي كشف فيها عن هويته الحقيقية. وبعد 36 عاما من الخدمة في الجيش، يقرر الكاتب سنة 2000 تطليق الحياة العسكرية والتفرغ للكتابة والاستقرار مع عائلته في فرنسا التي عين فيها لاحقا مديرا للمركز الثقافي الجزائري بباريس. من ناحية أخرى، اعتبر المحاضر أن الانتقادات التي طالت أعماله الروائية التي تناول من خلالها قضايا الإرهاب وفلسطين والغزو الأمريكي للعراق، لم تعنه كثيرا ولم تؤثر يوما على توجهاته أو تغير قناعاته، مؤكدا أن الأسلوب البوليسي الذي يطبع كتاباته يجعل شخوصه الروائية تمتزج فيما بينها وتتفاعل ولا يمكن فهم تحركاتها ووظيفتها إلا بعد التعمق جيدا في المسار العام للرواية ومضمونها والسياق الذي تجري فيه، مضيفا أنه يسعى من خلال كل أعماله إلى الكشف عن هويته الحقيقية بأفكار تتطرق إلى مواضيع تختلف مع أفكار الكثيرين، وذلك بانتقاد ''الحماقات البشرية'' وثقافة العنف، على حد تعبيره. وعاد خضرة إلى الهجوم الذي تعرض له مؤخرا، وقال إن الكتابة الأدبية ليست مسألة حظ وإنما ثمرة عمل وشجاعة، وهناك الكثير من الجدل على شبكة الإنترنت الذي أصبح مفرغة'' في إشارة منه إلى ما قيل عنه بخصوص سرقته لآخر أعماله. وبعد رفضه لهذه التهمة، أكد الكاتب الذي يشغل حاليا منصب مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس، أن المكانة التي يحتلها كجزائري في عالم الكتابة ''لا تسمح له بأن يقوم بذلك''.