حمل وزير الخارجية الإسباني ميجيل انجيل موراتينوس، إلى رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، قلق مدريد من استمرار القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في احتجاز الرهينتين الإسبانيين منذ أزيد من 6 أشهر كاملة، خاصة مع إصرار نواكشوط على تجاهل مطالب التنظيم. وكشفت مصادر إعلامية موريتانية عن فحوى الزيارة المفاجئة التي قادت وزير الخارجية الاسباني إلى نواكشوط، بعيدا عن البرتوكولات المعمول بها في مثل هذه الزيارات التي لم تتعد ساعة واحدة، بغية الضغط من جديد على موريتانيا من اجل الاستجابة لمطالب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي طلب الإفراج عن أحد نشطائه المحتجز في سجن بموريتانيا، لإخلاء سبيل الرهينتين الاسبانيتين ألبير فيلالتا وروك باسكوال، اللذين تم اختطافها منذ 29 نوفمبر من السنة الماضية. وأضافت مصادرنا أن موراتينوس، الذي يحاول تقمص دور الإطفائي لضمان أمن وسلامة الرهينتين الاسبانيين يسعى إلى لعب دور مشابه لما قام به وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير مع حكومة باماكو، من أجل الإفراج عن الرهينة الفرنسية بيار كامات، بعد إطلاق سراح إرهابيين ينتمون لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من جنسيات جزائرية وموريتانية وبوركينابية، وهو الأمر الذي سمم علاقات باماكو مع جيرانها من الجزائر وموريتانيا. ورجحت مصادرنا أن تكون زيارة موراتينوس المفاجئة إلى موريتانيا، من أجل الضغط على حكومة نواكشوط لكي تتعامل بمرونة مع ملف المعتقلين المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والذين حوكم بعضهم في وقت سابق في حين ينتظر آخرون منهم المثول أمام المحكمة، لكسب ود القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة وأن اسبانيا تعتقد أن استمرار موريتانيا في محاكمة نشطاء القاعدة عطل عملية الإفراج عن الرهينتين الاسبانيين، وأعادت المفاوضات السرية التي باشرتها مدريد مع المختطفين عن طريق وساطات مالية إلى درجة الصفر.