- واشنطن تدعو إلى إطلاق سراح مرسي وتقول إن خروج مبارك "شأن مصري" وصل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك إلى مستشفى المعادي، حيث سيبقى تحت الإقامة الجبرية، وذلك بعد أن أمر النائب العام بإطلاق سراحه تنفيذا لحكم قضائي، وسط رفض عدد من الأحزاب والحركات المصرية لذلك، وخروج مظاهرات رافضة للانقلاب العسكري على الرئيس المعزول محمد مرسي وتنديدا بالإفراج عن مبارك. وأقلَّت مروحية مجهّزة طبيا، مبارك إلى مستشفى المعادي العسكري بعد الإفراج عنه من سجن طرة في القاهرة، الذي قضى فيه أكثر من عامين، وسط تأكيد مصدر أمني أن مبارك هو الذي طلب نقله إلى المعادي. وكان النائب العام المصري قد أمر سجن طرة بإخلاء سبيل الرئيس المخلوع، وبوضعه قيد الإقامة الجبرية فور الإفراج عنه، وذلك بعد تبرئته من عدة قضايا فساد آخرها ما يعرف إعلاميا ب"هدايا الأهرام". وقال المحامي العام لنيابة الأموال العامة العليا المستشار أحمد البحراوي، إن قرار إخلاء سبيل مبارك "85 عاما" نهائي، ولا يجوز للنيابة الطعن عليه. وأوضحت تقارير أن السلطات سمحت فقط لعائلة مبارك بزيارته في مقر إقامته، مشيرة إلى أن هذا الحدث يأتي في الوقت تتسارع فيه الأحداث على الصعيدين السياسي والميداني. وجاء الإفراج عن مبارك في ظل تواصل المظاهرات المنددة بإقدام وزير الدفاع الفريق الأول عبد الفتاح السيسي بعزل مرسي، وما تلاها من أحداث دامية تزامنت مع فض اعتصامين لأنصار مرسي، إلا أن إخلاء سبيل مبارك لا يعني تبرئته من القضايا المتهم فيها، إذ يتوجَّب عليه المثول أمام المحاكم المختصة التي ما زالت تنظر في تلك القضايا، وأبرزها قضية قتل المتظاهرين والتحريض عليه. وعارض عدد من الأحزاب والحركات المصرية قرار الإفراج عن مبارك، إذ اعتبر المتحدث الرسمي باسم طلاب الإخوان المسلمين صهيب عبد المقصود أن الإفراج عن مبارك نتيجة طبيعية للانقلاب الذي راح ضحيته عشرات الآلاف، مضيفا أن الانقلابيين حريصون على ضياع كل مكتسبات "ثورة 25 يناير" وتسليم البلاد إلى رموز المخلوع وأعداء الثورة، في حين طالبت حركة تمرد بإعادة محاكمات مبارك ورجال نظامه بأدلة جديدة، بالإضافة إلى محاكمة مرسي ورجال نظامه، محذرة من أي محاولة من جانب أعوان نظام مبارك أو مرسي للعبث بأمن مصر. أما حركة شباب 6 أبريل فقد تخلت عن وقفة احتجاجية كانت قد دعت إليها أمس، أمام دار القضاء العالي تنديدا بقرار الإفراج عن مبارك، في حين نظمت العديد من الاحتجاجات ضد بعد الإفراج عن مبارك. في السياق ذاته، اعتبرت الولاياتالمتحدة أن مصير حسني مبارك هو شأن مصري داخلي، وأن خلفه محمد مرسي يجب أن يطلق سراحه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي "في ما يتعلق بمحاكمة مبارك، قلنا منذ زمن طويل إن الأمر يتعلق بمسألة قضائية داخلية مصرية" ودعت الصحفيين للاستفسار عن الموضوع من الحكومة المصرية. من ناحية أخرى، بدأ أنصار محمد مرسي أمس، بتنظيم مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة في عدد من مساجد القاهرة والمحافظات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للتظاهر تحت شعار "جمعة الشهداء". وأعلن التحالف عن تنظيمه 28 مسيرة بعد صلاة الجمعة بمحيط القاهرة، بالإضافة إلى مسيرات أخرى بجميع المحافظات المصرية في إطار فعاليات جمعة الشهداء التي دعا لها التحالف. وقال التحالف إن المسيرات ستخرج من 16 مسجدا بالقاهرة و12 مسجدا بالجيزة، مضيفا أنه سيتم تأدية صلاة الغائب على أرواح من قتلوا في الأحداث الأخيرة بعد صلاة الجمعة.