نفى كارلوس إيشيفاريا، الخبير لدى مجموعة الدراسات الإستراتجية الإسبانية والمختص في النزاعات الدولية والتسلح، وجود سباق تسلح بين الجزائر والمغرب كما تروج له بعض الأطراف المغربية عبر صحف المخزن، مشيرا إلى أن إسبانيا لا تساهم لا من بعيد ولا من قريب فيما قيل إنه سباق تسلح يجري في منطقة المغرب العربي بين البلدين، وربط إيشيفاريا في حوار أجراه معه موقع فإيلاف'' الإلكتروني أمس المسألة بتجديد كلا البلدين لطاقتها وقدراتهما العسكرية. وقال الخبير الإسباني في النزاعات الدولية والتسلح، إن ''الجزائر على سبيل المثال، بعدما تعافت نوعًا ما من الأزمة الاقتصادية بادرت إلى تجديد عتادها العسكري وهذا طبيعي وغير مرتبط بالتسلح ضد المغرب أو أوروبا''. وجدد إيشيفاريا نفيه لتغذية ما يسمى بسباق التسلح في المغرب العربي. وفسر الخبير الأمني القضية بأن كلا البلدين يرتكز ملفهما الخاص بالتوازن العسكري على القوة الجوية العسكرية وأضاف قائلا فيقتصر السباق باعتقادي على تحديث الطاقة والمعدات العسكريةف، وتحدث أن قضية تعاون إسبانيا مع كل من الجزائر والمغرب تعدت التعاون التجاري. وحسبه، فإن الأمر طبيعي أن تصل إلى إبرام اتفاقات عسكرية وقال فولا أتحدث فقط عن التعاون بين إسبانيا والمملكة المغربية، بل هناك مجال واسع للتعاون الإسباني - الجزائري في مجال الدفاع قد أثار جدلا واسعا ومنطقيَّا برأي، وذلك بسبب الأزمات الدبلوماسية والسياسية التي تشهدها العلاقات بين المغرب والجزائر منذ فترة ليست بالقصيرة''. ويوضح أنّ الصفقات روتينيَّة لا تضم أسلحة حربية هجومية، إنما تقتصر فقط على عتاد عسكري من قطع غيار وعربات نقل عسكرية خصوصًا تلك الموجهة للمغرب. وبخصوص التعاون الأمني مع كلا البلدين وإبرام إسبانيا لصفقات عسكرية مع المغرب والجزائر، على خلفية تقرير يكشف عن مبيعات إسبانيا لمعدات حربية إلى عدة دول، أكد إيشيفاريا ''أن الجدل زاد نوعا ما من حده وتم تضخيمه''، مشيرا إلى أن هذه الصفقات لا يمكن اعتبارها خارقة للعادة فالصفقات لم تتجاوز بيع العتاد العسكري ولم تتضمن بيع أسلحة ثقيلة أو حربية، كما أثير من قبل بعض الأطراف حتى أن هذه الصفقات لم تتضمن بيع أسلحة محصنة كعربات ومدرعات وسواها من أنواع الأسلحة الحربية الهجومية، إنما انحصرت فقط بالأسلحة الدفاعية وغيرها من المعدات كالسيارات العسكرية رباعية الدفع. وتحدث الخبير الأمني عن سعي المؤسسات المختصة في الصناعة الحربية جاهدة لإيجاد مكانة لها في منطقة المغرب العربي، خاصة وأنَّ مؤسسات الصناعة الحربية في أغلبها تبحث عن توسيع سوقها وبالتالي تسعى إلى عقد صفقات مع مختلف دول العالم. من جانبها، تحاول دول المغرب العربي فتح قنوات شراكتها الدفاعية مع دول المنطقة. وعلينا -يضيف الخبير الإسباني- التركيز كذلك على التكنولوجيا العسكرية في مجال الاتصالات والأقمار الصناعية والتي تبيعها إسبانيا وسجّلت دول في العالم الثالث تقدمًا في هذا المجال وأذكر منها تركيا والبرازيل وجنوب إفريقيا.