شهد أمس مطار كاب تاون حركة غير عادية صنعها أنصار المنتخب الوطني لكرة القدم الذين فضل مجملهم الذهاب جوا إلى بريتوريا التي تبعد بحوالي 1400 كم، رافضين بذلك تكرار سيناريو الذهاب الذين عانوا منه الأمرين. بالمقابل من ذلك تجمهر معظم الجزائريين عند شبابيك الشركات الجوية قصد حجز تذاكر إلى مدينة جوهانسبورغ قبل أن يكملوا مسافة 60 كم برا إلى بريتوريا. وكشف العديد من مناصري المنتخب الذين التقت بهم ''البلاد'' بأنهم فضلوا التنقل جوا على حسابهم عوض خوض مغامرة المسير برا في رحلة تدوم يومين إلى بريتوريا، حيث دفع الجميع تذاكر الطائرة التي تقارب 100 أورو ''أفضل الذهاب إلى جوهانسبورغ جوا على أن أعود إلى سجن ألكاتراس... عفوا الإقامة الجامعية ببلوفانتان، حيث البرد القارص والغرف الضيقة''، يقول أحد المناصرين، وصنع الجزائريون في ذات المطار لوحات جميلة من خلال ترديد مختلف شعارات المنتخب الوطني والتزين بالألبسة الجزائرية والتي وقف عندها معظم الموجودين في ذات المطار، وقرر معظم الحاجزين من الجزائريين البقاء في المطار رغم أن معظم الرحلات التي اختاروها ستكون في الليل وذلك لفرق السعر بين الحجز ليلا وفي النهار. وفي السياق ذاته حاول جميع المناصرين الجزائريين استمالة الموجودين في المطار لمؤازرة المنتخب الوطني في مباراته الأخيرة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تعد فاصلة في تحديد وجهة المتأهل إلى الدور الثاني عن المجموعة الثالثة. من جهة ثانية، عبر الجزائريون عن تفاؤلهم في الفوز في المباراة الأخيرة عن المجموعة الثالثة والمرور إلى الدور الثاني، لا سيما وأن المنتخب الوطني أظهر وجها طيبا في مواجهة الجمعة أمام المنتخب الإنجليزي وهو ما جعل الجميع متفائل بخرجة هذا الأربعاء قصد الفوز والتأهل إلى المرحلة المقبلة والتي تعد حلما لا يصعب تحقيقه، في ظل الإرادة التي يتصف بها اللاعبون في الوقت الحالي. ''المغلوبون على أمرهم'' يقطعون مسافة 1400 كلم ولم يسعف بعض المناصرين الجزائريين المغلوبين على أمرهم في العودة جوا إلى بريتوريا واختاروا الحل الأصعب، أي التنقل برا وقطع مسافة 1400 كم في الحافلة في ظل موجة البرد القاسية التي تميز مدن جنوب إفريقيا في الوقت الراهن، حيث كان التنقل أيضا صباح أمس في الساعات الأولى في ظروف تميزها عدم النظام بسبب بعض المعاملات المشينة التي يتبعها بعض أنصار المنتخب الوطني.