أكدت حركة مجتمع السلم أنها لن تكون لجنة مساندة لأي شخصية سياسية أو حزبية كانت خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، وأنها مستعدة لتقديم العديد من التنازلات في إطار تجسيد مبادرة "الإصلاح السياسي"، داعية الأحزاب إلى التنسيق فيما بينها لتوحيد المواقف. اعتبر المكلف بالاتصال في حركة مجتمع السلم، زين الدين طبال، أمس، في اتصال ب«البلاد"، أن الحركة "لن تكون لجنة مساندة" لأي شخصية سياسية أو حزبية مهما كانت، في إشارة واضحة إلى أنها لن تدعم رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الذي من المتوقع أن يعلن عن ترشحه للرئاسيات شهر ديسمبر القادم في تجمع شعبي بالعاصمة، حيث قال طبال "لم نتخذ قرار المشاركة بعد فكيف بغير ذلك"، مجددا موقف الحركة بأنها مستعدة لتقديم التنازلات في سبيل تطبيق مبادرة "الإصلاح السياسي"، موضحا أن قرار تدعيم مرشح "أمر غير مطروح" وأن "حمس" حسب طبال لن تكون لجنة مساندة، وأنها مستعدة للعمل وفق "مرشح توافقي" بين مجموعة أحزاب. وأوضح أن اللقاء الأخير الذي جمع الحركة مع بن فليس لم يتم التطرق فيه إلى تدعيم هذا الأخير "وهو خيار غير مطروح"، مؤكدا أن الحديث لم يخرج عن إطار أهداف المبادرة. ومن جهة أخرى، أكد طبال الخبر الذي أوردته "البلاد" في عدد سابق، أن مقري يرتب للقاء جاب الله، غير أنه أوضح أن الحركة لم تطلب موعدا للقاء الرجلين، وأضاف أن هناك قراءة واحدة تجمع مختلف الأحزاب للساحة السياسية، حيث تعمل "حمس" على توحيد وتقريب المواقف، خاصة أن الطبقة السياسية مجمعة على ضرورة توفير ضمانات لنزاهة الاستحقاقات القادمة وأن "حمس" يضيف طبال لا تمانع مقترح إشراف لجنة مستقلة على الانتخابات الرئاسية. وفي سؤال عن "مرشح التوافق" ومدى استجابة الطبقة السياسية لذلك، اعترف المتحدث بأن في الأمر نوعا من الصعوبة، إذ يرى البعض أن ذلك "ليس أولوية". ويفسر بعض المتابعون أن "حمس" تريد أن تبعد نفسها عن الإحراج الذي قد تقع فيه، في حال دعمت مرشحا من خارج الحركة، من خلال العمل على حشد تأييد جماعي لقاطرة الأحزاب المعارضة الممثلة في مجموعة ال14، خاصة أن أحد قيادييها دعا إلى ضرورة "تحرك جماعي". فيما يرى البعض أن هذا الخيار مستبعد باعتبار أن دعم مرشح السلطة، في إشارة إلى بن فليس، سيكون خطرا على التماسك الداخلي للحركة، ويبقى أحد أمثل الخيارات في ترشيح الحركة رئيسها عبد الرزاق مقري الذي يحقق جزءا مهما من الأهداف، رغم بعض السلبيات التي قد يحملها، إلا أن هذا الخيار يبقى من الخيارات الأقوى داخل أروقة حركة مجتمع السلم، وهو ما عبر عنه صراحة طبال حين قال "إن ترشح مقري أمر طبيعي".