التعفن السياسي وتاريخ النشيد الوطني ومذكرات تؤرخ للثورة - الإبراهيمي وولد خليفة وبشيشي وونيسي وعلي هارون أبرز كتاب "سيلا 2013" تشهد الطبعة الثامنة عشرة للمعرض الدولي للكتاب، مشاركة قوية لعدد من الوزراء السابقين والشخصيات السياسية البارزة، وذلك من خلال مجموعة من الإصدارات الجديدة التي تصب في قوالب سياسية وأدبية وتاريخية وسير ذاتية ومذكرات. ومن أبرز هؤلاء رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة والدكتور أحمد طالب الإبراهيمي وزهور ونيسي ولمين بشيشي، بالإضافة إلى علي هارون ومحمد بوعزارة. والتقت "البلاد" ببعضهم على هامش عملية البيع بالتوقيع لتلك الكتب الصادرة عن مختلف دور النشر. وكانت البداية مع الوزيرة السابقة والأديبة زهور ونيسي التي قامت مساء أول أمس بدار "ألفا" بتوقيع إصدارين جديدين؛ الأول عبارة عن رواية بعنوان "جسر للبوح وآخر للحنين"، وهو ترجمة باللغة الفرنسية والآخر مجموعة قصصية اسمها "الساكنة الجديدة"، إلى جانب إصدارين آخرين وقعتهما، وهما عمل مسرحي بعنوان "دعاء الحمام" صادر عن المؤسسة الوطنية للنشر والاتصال والإشهار، بالإضافة إلى مذكراتها التي أسمتها "عبر الزهور والأشواك.. مسار امرأة"، وهو العمل الذي قالت عنه محدثتنا إنه أضخم مؤلف لها، لما يتضمنه من شهادات ومعلومات وحقائق معززة بصور، بداية بطفولتها التي قضتها بمسقط رأسها قسنطينة وأرّخت لها في هذا الكتاب، مرورا بمراحل الدراسة، وصولا إلى الحياة السياسية وتقلدها منصب أول وزيرة في الحكومة المستقلة. وبدت ونيسي سعيدة جدا وهي تلتقي قراءها بالمعرض الدولي للكتاب الذين قدموا من مختلف الولايات، وبررت لهم عدم وصول أعمالها إلى ولاياتهم بسوء التوزيع. كما كان يجلس إلى جانب زهور ونيسي، الوزير السابق لمين بشيشي الذي التقى أيضا بعدد من قرائه ووقع لهم آخر أعماله "تاريخ ملحمة نشيد قسما"، والذي ألفه مع الراحل عبد الرحمن بن حميدة، وهو أول محكوم عليه بالإعدام في الجزائر. ويتعلق الأمر بكتاب واحد من نسختين؛ واحدة فاخرة والأخرى شعبية تقع في 133 صفحة وتحملان نفس الاسم، بالإضافة إلى قرص مضغوط للصيغ الثلاث للنشيد الوطني الجزائري الذي كتبه مفدي زكريا عام 1955 ولحن في آخر السنة، ثم وقع التحفظ من قبل قيادة الثورة على الصيغة اللحنية باعتبارها غير حماسية للجماهير ولا ترتقي إلى مستوى أنشودة "من جبالنا طلع صوت الأحرار"؛ فأرسلوا مفدي زكريا إلى تونس للقيام بتلحين آخر، حيث التقى هناك بملحن تونسي اسمه محمد التريكي وطلب منه تلحين القصيدة، لكنه لم يوفق لأنه قام بتلحين كل مقطع على حدة، ومنحه لحنا مغايرا، حيث أصبح النشيد خمس أناشيد، فأرسل بعدها إلى القاهرة، وهناك لحنه الراحل محمد فوزي بالصيغة التي أصبح عليها حاليا. وقال بشيشي هنا إن "المؤلفين باللغتين العربية والفرنسية ومن حق الناطقين بالفرنسية معرفة تاريخ هذا النشيد". في السياق ذاته، يوقع الكاتب محمد بوعزارة هذا الخميس كتابه التاسع الصادر عن "دار الأمة" وعنوانه "التعفن السياسي ولعنة الكرسي"، وهو عبارة عن 50 مقالا، ونفس العدد لمحاضرات ألقاها ونشرت عبر مختلف وسائل الإعلام العربية والوطنية. وقال بوعزارة في حديث ل "البلاد" إن كتابه عبارة عن عملية مزج تتناول ظاهرة التعفن السياسي عند الحكام في العالم والوطن العربي تحديدا، وكيف أن الحاكم قد يكون مثقفا وإنسانا لكنه يصاب ب "دوخة الكرسي"، فتتغير أمامه الأشخاص والأشياء ويتحول هو بدوره إلى شخص آخر. ويواصل بوعزارة "أردت تمرير رسالة مفادها أن الحكام على امتداد التاريخ كثيرا ما أصابتهم لعنة الكرسي ولم يحسنوا التصرف في أمور بلدانهم، وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك خير أمثلة، وكيفية تحول السياسة إلى لعبة في أيدي أصحاب المال الفاسد"، مضيفا "صحيح أن المال هام في حياتنا للدعايات والحملات ولكن ما يجب أن ننبه له هو أنه لا يجب أن يتحكم المال في دواليب السياسة التي قد يحكمها أحيانا أناس لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالثقافة ولا بالوطن". من ناحية أخرى، التقى رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة مساء أول أمس، في الجناح المخصص للمؤسسة الوطنية للنشر والاتصال والإشهار في معرض الكتاب بقرائه، وذلك على هامش بيع بالتوقيع لآخر أعماله والذي يحمل عنوان "مدخل لدراسة الهيكلة الجديدة للعالم". وكان للدكتور عبد الرزاق قسوم أيضا، أن التقى بمتتبعي أعماله على هامش بيع بالتوقيع لكتابه "أعلام ومواقف في ذاكرة الأمة". كما وقع علي هارون كتابه الصادر عن دار "القصبة" وعنوانه "السور" فيما ينتظر أن يوقع الدبلوماسي الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي كتابه "ذاكرة جزائري"، وهو الجزء الثالث لمذكراته، بالإضافة إلى توقيع رئيس "البرلمان" السابق كريم يونس لمؤلفه "عشرون سنة من التاريخ" الصادر عن "دار القصبة".