عرفت حجوزات الجزائريين الخاصة بالرحلات إلى خارج الوطن بالموازاة مع الاحتفالات الخاصة بنهاية السنة، تراجعا محسوسا مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، فيما حددت تركيا كوجهة أولى لتليها دول أوروبية كفرنسا، إسبانيا وإيطاليا، وتراجع عدد المسافرين إلى تونس بسبب الأوضاع الأمنية. كشفت وكالات سياحية ل«البلاد"، عن أن عدد الحجوزات الخاصة بالرحلات السياحية إلى الخارج نهاية هذا العام، عرفت انخفاضا محسوسا مقارنة بما سبق، وأكدوا أن تركيا برزت هذا العام كوجهة أولى متفوقة على الدول الأوروبية خصوصا فرنسا، لتأتي بعدها إسبانيا وإيطاليا بنسبة محتشمة، وأرجع المصدر الأسباب إلى أن الجزائريين ينظرون إلى تركيا كوجهة مجهولة تستحق اكتشافها، خصوصا أنها تشاركنا عددا من التراث والتقاليد، ولعل المسلسلات التركية كان لها تأثيرها على العائلة الجزائرية التي باتت متلهفة لاكتشاف موطن العثمانيين، إلى جانب المؤهلات السياحية الكبيرة التي يتمتع بها هذا البلد. أما تونس، التي لطالما استقطبت أكبر عدد من السياح الجزائريين في هذه الفترة، فمن الصعب الجزم بعدد المسافرين هذه السنة، لأن أغلب العائلات تفضل السفر بسياراتها الخاصة، إلا أن المؤكد أن هناك عزوفا من قبل الجزائريين للسفر إلى تونس بسبب الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة، فبالرغم من أنها الوجهة الأقرب وميزانية السفر في متناول العائلة البسيطة، إلا أن مخاوف الجزائريين من تعرضهم للخطر، خصوصا في المناطق الحدودية بين البلدين جعل البعض منهم يغير وجهته إلى بلد آخر، وآخرون فضلوا الاحتفال داخل أرض الوطن، والتوجه إلى المناطق الجنوبية التي تعد الأكثر استقطابا للسياح في الجزائر، مثل تيميمون، غرداية وتندوف، حيث كشفت الوكالات، عن أن جنوبالجزائر سيعرف هذه السنة استقطابا كبيرا للسياح من داخل وخارج الوطن، بما فيهم الجزائريون الذين تعودوا السفر إلى تونس، مشيرة إلى أن الحجوزات بلغت أوجها بفضل تسخير كافة الشروط اللازمة لرحلة سياحية ناجحة بكل المقاييس، وهذا ما يعكس جهود وزارة السياحة التي سطرت برامج كبيرة لإعادة بعث القطاع وتحويل البلاد إلى وجهة سياحية في مصاف الدول الكبرى. وبالنسبة إلى الحجوزات الخاصة بالأجانب الراغبين في قضاء نهاية السنة بالجزائر، فقد تركزت أغلبها في الجنوب الذي يعد الوجهة الأفضل لهم، فيما اقتصرت في الشمال على سياحة "الأعمال"، حيث يحجز رجال الأعمال الأجانب لفترة معنية على مستوى العاصمة والولايات المجاورة لها. وارتبط تراجع السياح الجزائريين في الخارج، بارتفاع تكاليف السفر بالرغم من التخفيضات التي أعلنت عنها شركات الطيران والوكالات السياحية، خصوصا في ظل الأوضاع الاجتماعية المتدهورة التي يعيشها الجزائريون والمرتبطة بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وتأجيل الزيادة في الأجور إلى تاريخ مجهول، كل هذه الأمور جعلت الرحلة السياحية بالنسبة إلى أغلب العائلات من الكماليات التي لا يمكن الظفر بها في الوقت الراهن. هدى مبارك