قال مواطنون من بلدية عمورة الواقعة جنوب عاصمة ولاية الجلفة إن زمن العشرية الماضية ساهم بشكل لافت جدا في "فرملة" أوضاع البلدية، حيث عاث الإرهاب فيها فسادا وأعادها سنوات إلى الوراء وكانت أكبر بلدية تضررت بشكل مباشر، ونزح منها السكان جميعا، للتحول إلى محمية "إرهابية" لسنوات، قبل تدخل الجيش الوطني الذي حررها من سيطرة الجماعات الإرهابية، لتعود إليها الحياة شيئا فشيئا مع عودة المواطنين إلى مساكنهم وإلى أراضيهم ومزارعهم. وهي الوضعية التي تم سردها على مسامع والي الجلفة ورئيس المجلس الشعبي الولائي والهيئة التنفيذية في زيارتهم الأخيرة للبلدية. وذكر هؤلاء المواطنون في تصريحات ل"البلاد"، أنهم رفعوا جملة من المطالب إلى السلطات المحلية والولائية، من أجل بعث برامج ومشاريع تنموية تساعدهم على الاستقرار وإعادة بعث الحياة، منها مل تحقق ومنها ما تلقوا بشأنها وعودا بدراستها. وفي هذا الشأن استفادت البلدية من مشروع إنجاز عيادة متعددة الخدمات والاختصاصات، تسجيل بيت للشباب، تسجيل مسبح بلدي، ونصف داخلية، تكملة طريق عبد المجيد قمرة، أضافة إلى تكليف مدير السكن بالتكفل بترميم السكنات بعمورة القديمة والمحافظة على طابعها العمراني. ومن بين المشاريع التي أضحت عملية هي قاعات متعددة الخدمات في كل من عمورة القديمة وعمورة الجديدة وعبد المجيد، وتم تجهيزها لتكون فضاء ومتنفسا لهم، زيادة على إنجاز ثلاثة ملاعب جوارية. كما تمت صيانة العديد من الطرق والمسالك الحيوية كطريق عمورة عبد المجيد وعمورة فيض البطمة. ولطالما رفع السكان مطلب إنجاز شبكات الصرف الصحي وشبكة التزود بمياه الشرب وهو ما تجسد في الخمس سنوات الماضية، حيث استفادت البلدية من مشاريع في هذا الإطار. وبالنسبة للسكنات الريفية فقد أحصت السلطات المحلية إنجاز أكثر من 500 سكن ريفي في إطار البرنامج الخماسي 2005 / 2009 وبرنامج 2010 / 2014، وشهدت البلدية فتح 110 مناصب مؤقتة و15 منصبا دائما. وأمر الوالي بإعادة الاعتبار للمواقع الأثرية، وكذا إنجاز الجسر الرابط بين البلدية ومنطقة رأس الميعاد، وهو المشروع الذي أمر الوالي بتسجيله في البرنامج الخماسي الجديد، مع العلم أن والي الولاية أكد في كلمته أمام السكان أن بلديتهم هي أنظف بلدية وهو ما وقف عليه ميدانيا. يذكر أن سكان بلدية عمورة كانوا قد هجروا ديارهم سنوات التسعينيات بعد أن شردهم الإرهاب الذي عاث في البلدية فسادا وأخر إقلاعها التنموي سنوات إلى وراء، إلا أن إرادة المجلس البلدي لبلدية عمورة أعادت سبل الاستقرار بتسطير برامج تنموية عديدة والبداية كانت بتحديد الأوليات على الرغم من الإمكانيات المحدودة للبلدية. كما تم في هذا السياق العمل على دعم الفئات الفقيرة والمعوزة في مختلف المناسبات، وهي التحركات التي أدت بالسكان إلى العودة إلى الديار. وكانت إرادة السلطات المحلية وراء العمل على تأهيل مجالات الحياة وإعادة بعث الروح في البلدية التي كانت ميتة زمن العشرية الماضية بفعل الإرهاب. علما أن الوالي وزيارته للمنطقة قال للسكان إنه يولي أهمية بالغة لتأهيل المناطق النائية كبلدية عمورة.