اعتبرت مختلف التشكيلات السياسية والحزبية معارضة وموالاة، انتقادات رئيس الجمهورية في اللحظة الأخيرة للمهددين بإلحاق الضرر بأطفالنا وعائلاتنا في حال وقوع التزوير، تدخلا مفصلا وضروريا، لوضع النقاط على الحروف، وتبرئة الذمم، مما قد ينجر عن تهديدات المترشح علي بن فليس في حال خسارته في الانتخابات، وصاحب انتقادات الرئيس بوتفليقة للعنف اللفظي الذي مارسه احد المترشحين خلال الحملة الانتخابية، تنديدا وشجبا شديدا بالانزلاقات الخطيرة ولغة التهديد والوعيد التي يجهر بها هذا المترشح، متهمين إياه بأنه يهدد "بالتخلاط" في حال الخسارة ويرفض تقبل "الهزيمة"، ومحملين إياه المسؤولية الكاملة في حال وقوع أي فوضى أو تجاوزات قبل أو أثناء أو بعد العملية الانتخابية التي أصبحنا على مرمى حجر منها، والتي ستجري يوم 17 أفريل. ولقيت الاتهامات التي وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لأحد المترشحين بممارسة "الإرهاب عبر التلفزيون" من خلال تهديد الولاة والسلطات بما قد يحدث "لأطفالنا وعائلاتنا في حال وقوع التزوير"، تجاوبا كبيرا من قبل مختلف التشكيلات الحزبية ورجال السياسة، والمخلصين للوطن الذين عبروا عن سخطهم واستهجانهم لهذه اللهجة. رمضان تاعزيبت ممثل لويزة حنون "المترشح الذي يقول نخرج رئيس ولا نحرق البلاد يفتقد للثقة والحجة ووالبرهان" وفي هذا الإطار صرح رمضان تاعزيبت ممثل مترشحة حزب العمال للانتخابات الرئاسية لويزة حنون في اتصال مع "البلاد" بأن "المترشح الذي يهدد ويقول "نخرج رئيس وإلا نحرق هذه البلاد"، إنما يقول ذلك لأنه يفتقد إلى الثقة في نفسه، الذي ليس له الحجة والبرهان، لأنه لا يمكن أن نقول مسبقا أن الإنتخابات مزورة ونحن نعلم ان الشعب هو الذي سيختار رئيسه، خاصة أن الشعب يطمح إلى التغيير الحقيقي، وليس التغيير المزيف، وأضاف تاعزيبت "هذا المترشح الذي يهدد هو إبن النظام، مارس التزوير، وعمل مع الإدارة، عندما كان رئيسا للحكومة، والشعب جربه ب ويعرفه، وهو من سيقرر إذا كان سينتخب عليه أم لا. عبد الرحمن سعيدي عن حركة مجتمع السلم "كان على بن فليس أن يدعو الولاة إلى تحمل مسؤولياتهم أمام ضمائرهم بدلا من تهديدهم" من جهته، صرح عبد الرحمن سعيدي رئيس مجلس الشورى السابق لحركة مجتمع السلم في اتصال هاتفي مع "البلاد" أن "الانزلاقات والتجاوزات التي عرفتها الحملة الإنتخابية في أيامها الأخيرة تدعو للأسف فعلا، كونها كادت تهدد أو تعصف بأجواء الحملة، خاصة التجاوزات اللفظية والتهديدات المتطرفة والعنف اللفظي". وتساءل عبد الرحمن سعيدي "لا نعرف السبب، وراء ارتكاب أحد المترشحين لهذه التجاوزات وهذا التهديد والتخويف والتخوين؟ ونحن نتسائل هل هو الخوف من الاقتراع أو من نتيجة الاقتراع أو من موضوع التزوير الذي نعتقد بأنه أخذ حجما كبيرا؟ لكن أظن أن على المترشحين أن يتسموا بالمسؤولية لأن المرحلة التي تمر بها البلاد جد حساسة، والجزائر ليست في حاجة للمزيد من الأحزان والتهديدات، وأقول إنه لا بد على المترشحين من ضمان الحضور الكافي والمكثف والمسؤول في عملية الإقتراع لتفادي أي محاولات للتزوير والمساس بنزاهة الانتخابات". وبخصوص اتهامات بوتفليقة لبن فليس بتهديد الولاة والسلطات قال سعيدي إنه كان من الأجدر لبن فليس أن يدعو الولاة والمسؤولين على العملية الانتخابية إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية وتحكيم ضمائرهم وتأدية الأمانة، أفضل وأحسن، وأكثر مسؤولية من تهديدهم أو الإيحاء بتهديدهم، لأن ما فعله بن فليس منافي لأخلاقيات الحملة وأخلاقيات المنافسة. سعيد بوحجة المكلف بالإعلام في الأفلان "اعتماد بعض المترشحين على العنف اللفظي لا يمت بصلة إلى الأخلاق والثقافة الديمقراطية" قال سعيد بوحجة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني المساند للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، إن أغلبية المترشحين التزموا بالمنافسة الشريفة وامتثلوا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي أعطى ضمانات كافية لسير العملية الانتخابية بطريقة شفافة ونزيهة عادلة وهادئة، لكن مع الأسف، هناك بعض الانزلاقات، التي لاحظها الشعب والمتمثلة في اعتماد بعض المترشحين على العنف اللفظي، وهذا لا يمت بصلة إلى الأخلاق والثقافة الديمقراطية التي تحتاج إلى تعامل بالمثل بين مختلف المترشحين، وهذا كله يشكل تهديدا لأمن البلاد، وكان من المفروض ألا تقع في هذه الممارسات، التي تسيء لسمعة الجزائر. فخري سفيان الناطق الرسمي لحزب جيل جديد "من يقوم بالإرهاب الإعلامي هي القنوات الإعلامية العمومية وبعض القنوات الخاصة" إلا أن فخري سفيان الناطق الرسمي لحزب جيل جديد برئاسة جيلالي سفيان المقاطع للرئاسيات بعد انسحابه منها، لم يساند هؤلاء المنددين بالعنف اللفظي الرأي، وحمل المسؤولية كاملة للمترشح بوتفليقة الذي اتهمه باستفزاز الساحة السياسية، وقال فخري سفيان في اتصال مع "البلاد" إن استعمال بوتفليقة لوسائل الدولة هو الذي يتسبب في كل أنواع العنف في البلاد، اللفظي وغير اللفظي، مضيفا "أنه لا مجال للخوض في هذه الإنتخابات لأن الأمور كلها مفبركة لنجاح رئيس الجمهورية". وأضاف "من يقوم بالإرهاب الإعلامي، هو القنوات الإعلامية العمومية وبعض القنوات الخاصة التي تعمل لصالح الرئيس المترشح، لأنها هي التي تقوم بتصدير خطاب الخوف، من خلال رفعها شعار "انتخب وإلا ستدخل الجزائر في طوفان وفي مرحلة اللاإستقرار وانتخب وإلا تتحول الجزائر إلى ليبيا أخرى أو سوريا أخرى".