الفوضى الأمنية في الدول العربية سهلت عملية سرقة الآثار كان لاسترجاع الجزائر قناع "غورغون" التاريخي النفيس من تونس مطلع هذا الشهر؛ الأثر الكبير لدى باقي الدول العربية على رأسها تونس، مصر، العراق، سوريا وليبيا، للمطالبة باستعادة ثرواتها الأثرية المنهوبة محليا ودوليا من طرف أشخاص وحتى منظمات دولية تمتهن التجارة غير الشرعية للتحف النادرة والآثار، مستغلة بذلك حالة الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه تلك البلدان. وتجلت تلك الانتفاضة في مطالبة تونس للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الأليسكو" التحقيق في حادثة اختفاء منحوتة "غانيماد" القطعة الأثرية الهامة التي وقع السطو عليها من "المتحف المسيحي المبكر بقرطاج" منذ شهر نوفمبر 2013، فقد غابت أخبار القطعة المسروقة التي يعتبرها أهل الاختصاص من القطع النفيسة التي لا تقدر بثمن ولا يعرف مصيرها لحد الآن. والطّلب نفسه رفعته هيئة الآثار المصرية والسورية والعراقية للمنظمة لاسترجاع قطعها الأثرية الثمينة التي تزين المتاحف الكبرى في العالم وملاحقة سلطات تلك الدول قانونيا والتي كان لها الدور الكبير في نهب متاحف بلدان "الربيع العربي" دون محاسبة بعدما كشفت تقارير خاصة لصحف فرنسية وأمريكية قصص ضياع كنوز أثرية هامة بطريقة ممنهجة في ليبيا والعراق خلال تدخل "حلف الشمال الأطلسي" لإسقاط نظامي الراحلين صدام حسين والعقيد معمر القذافي. وأمام هذه المطالب؛ أعلنت منظمة "الأليسكو" عن توقيع مذكرة تفاهم عقدتها في ال 14 أفريل الجاري مع المجلس الدولي للمتاحف بباريس من شأنها أن تساعد في استعادة تلك الشواهد التاريخية لمواطنها الأصلية ومحاربة التناول غير الشرعي للممتلكات الثقافية، بالإضافة إلى إدانة كل من تثبت عليه تهمة المساهمة أو تسهيل مرورها عبر الحدود الدّولية.