كشفت مصادر من غرداية ل«البلاد"، عن منع أولياء التلاميذ أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، في حلقة جديدة لامتداد الصراع الذي شهدته الولاية في الأشهر الأخيرة، خصوصا وأن المعنيين رفضوا أن يشرف الأساتذة الذين لم يلتحقوا بالمؤسسات التربوية أثناء الأزمة الأمنية الأخيرة، على تدريس أبنائهم، بحجة أنهم تخلوا عن مقاعدهم في وقت حساس جدا وتركوا التلاميذ دون دراسة لمدة تصل إلى أربعة أشهر، في وقت برر الأساتذة ذلك بدواعي الخوف من التعرض لاعتداءات، إلى جانب انعدام النقل في تلك الفترة. وأشارت المصادر ذاتها ، إلى أن بعض المؤسسات التربوية في الأحياء المتضررة، أعطت ترخيصا لأساتذة مستخلفين، من أجل تقديم دروس تدعيمية لفائدة التلاميذ المقبلين على الامتحانات الرسمية، من أجل تدارك العجز الذي نجم عن عدم التحاقهم بالمدارس أثناء الأزمة، وتقدّم الدروس في أوقات الفراغ وفي ساعات متأخرة من المساء بعد انتهاء الدروس الرسمية. فيما عاد الأساتذة إلى مناصبهم بعد عودة الأمن إلى الولاية، إلا أن بعض أولياء التلاميذ، رفضوا أن يتمدرس أبناءهم على أيدي هؤلاء، وأرغموهم على التخلي عن الدراسة، مطالبين بتعويضهم بالأساتذة المستخلفين، وهو ما رفضته مديرية التربية بالولاية، التي أكدت أن تسيير المؤسسات التربوية لا بد وأن يتم وفق القانون، دون أي اعتبارات أخرى. من جانبه، أكد مدير التربية لولاية غرداية عز الدين جيلاني، في اتصال ب«البلاد"، أن المؤسات التربوية بالولاية لم تدخل في إضراب عن الدراسة، موضحا أن الأولياء قاموا بمنع أبنائهم التلاميذ من الالتحاق بالدراسة، بعدما طالبوا بإبعاد الأساتذة من مناصبهم واستخلافهم بآخرين، وهو الأمر الذي اعتبره "غير قانوني"، داعيا إياهم إلى التعقل، لإنقاذ مستقبل أبنائهم، مشيرا إلى أن انعدام الأمن، جعل العديد من الموظفين يمتنعون عن التنقل إلى مقر عملهم، خوفا من الاعتداءات، وأضاف أن الدراسة تسير بوتيرة جيدة منذ عودة الأمن إلى الولاية، وتسعى المؤسسات التربوية في الأحياء المتضررة، إلى استدراك الدروس الضائعة، وتقديم الدروس التدعيمية للتلاميذ، مؤكدا أن الامتحانات ستجري في وقتها وفق ما تحدده الرزنامة الوطنية. ويبدو أن بعض الأطراف في غرداية، تحاول استخدام التلاميذ "كورقة" للضغط على الطرف الآخر، غير مبالية بمستقبل هؤلاء، فبعد عودة الأمن إلى الولاية، عقب زيارة قائد الناحية الرابعة الجنرال عبد الرزاق شريف إلى المنطقة، بتعليمات من نائب وزير الدفاع الفريق ڤايد صالح، قبل الانتخابات الرئاسية، بدأت الحياة تعود شيئا فشيئا إلى أحياء الولاية.