"نحن نعرف هذه التصرفات الخرقاء، ونعرف جيدا عن أي نوع من البشر تصدر" اتهم وزير التربية الأسبق علي بن محمد وزيرة التربية الوطنية الجديدة نورية بن غبريط ب "الوساوس والتوجسات وكوابيس الرعب والعيش في عالم مسكون بالخيالات، والأوهام، والتهيّؤات المَرَضية، التي تسيطر على قراراتها"، مشيرا الى أن هذه الوساوس والخيالات هي التي أملت عليها اتخاذ قرار بإلغاء المحاضرة التي كان من المقرر أن يلقيها حول اللغة العربية، يوم 17 ماي الجاري بثانوية جمال الدين الأفغاني بمعسكر، بمبادرة من جمعية قدماء ثانوية معسكر التي دأبت على تنظيم مثل هذا التجمع سنويا ودعوة شخصيات وطنية للمحاضرة فيه، ويحضره عادة قدماء تلاميذ الثانوية من أجيال مختلفة، ومَن تدعوهم من المثقفين والشخصيات الوطنية، قبل أن تتفاجأ بتأجيل نشاطها هذه السنة. وقال مؤسس ورئيس التنسيقية الوطنية لدعم المدرسة الجزائرية الأصيلة سابقا "نحن نعرف أشباه هذه التصرفات الخرقاء، ونعرف جيدا عن أي نوع من البشر تصدر، ولقد عانينا ضروبا متنوعة منها في مرات لا تعد ولا تحصى... وتابع يقول "نعرف أن مثل هذه القرارات لا يمليها على أصحابها إلا الوساوس والتوجسات وكوابيس الرعب التي تملأ عليهم عالمهم المسكون بالخيالات، والأوهام، والتهيّؤات المَرَضية، بالإضافة إلى الجبن المتأصل فيهم"، في إشارة منه إلى وزير التربية نورية بن غبريط. وأضاف بن محمد في رسالة له تلقت "البلاد" نسخة منها "أنا أعرف أن أمرا كهذا لا يمكن أن يصدر عن مدير للتربية، فلو كان الأمر ذا طبيعة أمنية، لكان المنطقي أن تقوم مصالح أمن الولاية نفسها بتبليغه، أما والأمر بالتأجيل جاء على لسان مدير التربية، فإن الجهة الوحيدة التي يمكن أن يصدر عنها، ليست، ولا يمكن أن تكون إلا وزارة التربية". وأوضح الوزير الأسبق للتربية الذي استقال من الحكومة عقب فضيحة تسريب أسئلة البكالوريا سنة 1992 أن "هذه المحاضرة كانت مبرمجة منذ ثلاثة أشهر كاملة! ومكان إلقائها هو الثانوية المعنية نفسها، ومدير التربية على علم بذلك، وهو مدعو لحضورها، والوزارة قبل التعديل الوزاري لا بد أنها كانت على علم بهذا الأمر، فما الذي حدث ليكون التأجيل الذي هو في حقيقته إلغاء صريح؟ ولماذا يَترك مدير التربية لو كان الأمر منوطا، فعلا، بإرادته حتى ما قبل يومين من الموعد، وهما خميس وجمعة، ليقرر الإلغاء في ثوب التأجيل؟ مشيرا إلى أن "إصدار هذا القرار، لا يخضع لعقل حكيم، ولا لمنطق سليم" قبل أن يضيف "ما أجدرهم بالرثاء! إنهم لا يملكون ركنا ركينا من الحق يستندون إليه، ولا أساسا متينا من الحقيقة يعتمدون عليه". وسرد بن محمد في رسالة له بالتفصيل ما وصفه بحكاية المحاضرة الممنوعة، وأسباب منعها قائلا "في يوم 15 جانفي من السنة الجارية، راسلني بالبريد الإلكتروني، الدكتور جيلالي بوسيف، رئيس الجمعية، ليعرض عليّ أن أكون ضيفهم هذه السنة لإلقاء محاضرة، واقترح عليّ أن يكون موضوعها حول أهداف فرنسا من خلال سياستها لتعليم الجزائريين بعضَ مبادئ لغتهم العربية، في المدارس الفرنسية التي أنشأتها بالجزائر، رحبتُ بالعرض، ووافقت عليه، ثم اتفقنا على لقاء يجمعني بمكتب الجمعية فحددنا يوم السابع فيفري موعدا له، وكان اللقاء بالعاصمة، في بيتي، حيث أطلعني أعضاء المكتب على ظروف الجمعية ونشاطاتها، واقترحوا أن يكون موعد المحاضرة يوم 17 ماي 2014، فوافقت عليه، وقد ذكروا لي أنهم يضعون الاجتماع والمحاضرة في إطار الاحتفال التقليدي بيوم الطالب، وإنما اختاروا يوم 17 بدلا من يوم 19 لأنه يوم عطلة يسهل فيه حضور المدعوين". وتابع بن محمد "كنت بدأت العمل في إعداد المحاضرة، واستمرت بيننا الاتصالات بالبريد الإلكتروني وبالهاتف، حتى جاء الدكتور بوسيف إلى العاصمة، قبل ثلاثة أسابيع وسلمني عددا من الدعوات لبعض الإخوة من أهل العاصمة، وقام هو وزملاؤه في المكتب بإرسال الدعوات إلى باقي المدعوين... وكانت المفاجأة المدهشة يوم الأربعاء الماضي مساء، في حدود الساعة الخامسة تقريبا، حين اتصل بي رئيس الجمعية ليقول لي، بتأثر بالغ، إنه الآن في اجتماع مع أعضاء المكتب، وأن عنده أخبارا سيئة لأن مدير التربية بولاية معسكر أخبرهم، منذ قليل، بأنه لا يمكن أن يتم الاجتماع المبرمج ليوم السبت، وأن عليهم تأجيله، فلما سألته متعجبا، لماذا هذا التأجيل؟ قال إن المدير لم يعطهم أي تبرير".