لم تستبعد نقابات التربية الوطنية أن يتكرر السيناريو الذي شهدته مختلف المؤسسات التربوية، خلال الدخول المدرسي الماضي، بسبب الإجراء الذي استحدثته الوزارة الوصية بشأن توحيد الهندام المدرسي، دون اتخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين ذلك وتغطية الطلبات المتزايدة على المآزر، في ظل التعليمات المشددة التي وجهت بادئ الأمر إلى مدراء التربية عبر الولايات ومنهم إلى مسؤولي المؤسسات بضرورة احترام هذا الإجراء. وفي هذا الشأن، علّل المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مسعود عمراوي، أمس، في اتصال مع ''البلاد'' هذا الرأي بعدم اتخاذ وزارة التربية الوطنية لحد الساعة الآليات التي من شأنها تأمين هذا المنتوج، على اعتبار أن العديد من عائلات أولياء التلاميذ تفضل اقتناء حاجيات اللوازم المدرسية الخاصة بأبنائها خلال هذه الفترة، لاسيما وأن الدخول المدرسي المقبل سيكون عقب شهر رمضان وعيد الفطر مباشرة. ويعكس عدم استعداد الجهات الوصية لهذا الموعد حالة التخوف بالنسبة لأولياء التلاميذ من احتمال وقوعهم ضحية سهلة في أيدي مستغلي الفرص من التجار المضاربين، كما كان عليه الأمر خلال الدخول الماضي حين وصلت أسعار منتوجات لا تشبه المآزر إلاّ لاستجابتها للألوان المطلوبة إلى مستويات قياسية تجاوزت 1000 دينار، لولا التنازلات المتوالية التي لجأت إليها الوزارة الوصية مكرهة في مناسبات مختلفة لإنقاذ الدخول المدرسي. ودعا عمراوي في هذا الصدد إلى التعجيل باتخاذ تدبير تجسيد فكرة توحيد الهندام المدرسي ميدانيا، باعتبارها الفكرة التي استحسنت نظريا من طرف مختلف النقابات والأطراف ذات الصلة بواقع التربية الوطنية، للحفاظ على المدرسة الجزائرية كفضاء للتربية والتعلم والتصدي للفوارق الاجتماعية التي ظلت في اتساع مطرد خلال السنوات القليلة الماضية. وأكد المتحدث أنه لا يمكن منع التجار من المضاربة إلاّ عبر تأمين مآزر تستجيب للمعايير المطلوبة بكميات كافية وبأسعار مقبولة، وذلك من خلال المباشرة الآنية للوزارة الوصية والقطاعات الوزارية الأخرى المعنية على غرار وزارة التضامن الوطني لاتفاقيات مع مركبات النسيج ومؤسسات خواص لتجسيد ذلك ضمن مخطط مسطر . وقال مسعود عمراوي إن تحقيق مليون ونصف مئزر الذي وعدت وزارة التربية الوطنية بإعدادها استعدادا للدخول المدرسي المقبل غير وارد على ضوء عدم اتخاذ الآليات الضرورية لذلك، ليشير إلى أن الوزارة تبعا لهذه المعطيات لن تجد مهربا من اللجوء إلى تقديم التنازلات في تطبيق التعليمات الخاصة بالهندام المدرسي . ومن جهته شدد الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مسعود بوديبة، أن نقابات التربية وأولياء التلاميذ لن يقبلوا بأي عذر تقدمه وزارة التربية الوطنية هذا العام، كما كان عليه الأمر بالنسبة للدخول المدرسي الماضي الذي اعتبر أول تجسيد ميداني لفكرة توحيد المآزر، وافترض بناء على ذلك أن الوصايا باشرت الإعداد لذلك، في حين أكد أنه في حال تكرار الإشكالية ذاتها فذلك يدل على وجود خلفيات تصب في خانة إشغال الرأي العام بمشاكل شكلية ذرا للرماد في العيون عن التطرق للقضايا الجوهرية التي يعاني منها واقع المدرسة الجزائرية منذ عدة سنوات.