وعند أويحيى الخبر اليقين.. هي صورة رجل الثقة الجديد في قصر المرادية أحمد أويحيى، المُكّلف من لدن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بقيادة مشاورات تعديل الدستور للخروج بمشروع توافقي يجمع شتات الموالين والمعارضين على كلمة سواء. فقد خرج أويحيى البارحة عن صمته موضحا ومهاجما ومنظّرا لحيثيات مشروع تعديل الدستور الذي تراه السلطة الآن، وقد استقطب شخصيات من صناع استقلال الجزائر وكبار مسيري الدولة منذ الاستقلال وشخصيات من مختلف الحساسيات وأخرى من مسؤولي الهيئات والمحافل والمجالس الوطنية ذات الامتداد الشعبي، حسب أحمد أويحيى الذي أوضح أن بلادنا فيها 64 معتمدا من قبل الدولة هناك 32 حزبا قبل المشاركة في الحوار ومن بينهم أيضا 10 أحزاب من المعارضة يتصدرهم عميد المعارضة في الجزائر منذ 1963 "جبهة القوى الاشتراكية، فقد اعتبرت السلطة أن مشاركة الأفافاس في المشاورات الجارية بشأن تعديل الدستور ضربة قوية لمجموعة الانتقال الديمقراطي التي شاركها الأفافاس ندوتها قبل أسابيع قليلة بحضور العشرات من الشخصيات السياسية الوطنية والحزبية، وهي بذلك تأمل في أن تتوسع دائرة المشاورات إلى أطراف أخرى قد يكون أبرزها رموز التيار الإسلامي. أويحيى رحّب بالمناسبة بالحراك الحزبي، مشيرا إلى أن ترحيبه بترخيص من رئيس الجمهورية موضحا أن كل اللقاءات والأنشطة الحاصلة في الساحة السياسية مرحب بها من طرف السلطة، شريطة أن يتم في إطار القانون واحترام قوانين الجمهورية، معتبرا أن هذه اللقاءات ثراء وإثراء للعمل السياسي في بلادنا، ولم يغلق أويحيى أبواب الحوار تجاه المعارضة الراديكالية التي تعارض المشاورات. ولم يتردد أويحيى في القول إن الرئاسة بيتهم مرحبا بالتحاق أي تشكيل سياسي بمسار الحوار بشأن مسودة تعديل الدستور. هذا التعديل مشروع سياسي ظل يتأرجح بين الإلغاء والتأجيل إلى أن دفعت به أقدار الوضع الداخلي والخارجي المحيط ببلادنا للواجهة.. وبين نيران الفتنة المتأججة في ليبيا والوضع المترنح في تونس ومخططات التقسيم في مالي تفرض الحالة الخارجية نفسها على الأطياف المشكلة للساحة السياسية فضلا عن الاعتبارات الداخلية القوية حتى لو اختلفت الآراء والأولويات بين دعاة المرحلة الانتقالية والمدافعين عن مسار الاستمرارية.. ثم ها هو رجل المهام كل المهام أحمد أويحيى الذي ردد في أكثر من مرة أنه يتكلم بترخيص من الرئيس يخرج إلى الرأي العام معارضا فكرة "الانتقالية" لأن البلد يعيش وضعا مستقرا لا يدعو لكل هذا التهويل.. تهويل تراه المعارضة إنذارا أو هو دق لأجراس الخطر المحدق بالبلاد الذي لا تراه عيون السلطة، لكن عيون السلطة ترى أيضا ما لا تبصره المعارضة... وضعا اجتماعيا مستقرا وأمنا مستتبا، وخروجا آمنا من نفق الربيع العربي الذي دمر بلدانا تعيش شعوبها اليوم نكبة ضياع نعمة الأمن والاستقرار.