اتهم الإعلام الفرنسي، اليمين المتطرف، بنشر الشائعات حول تهويل الأحداث فيما يتعلق بالجزائريين مشجعي الفريق الوطني في فرنسا، وذلك على خلفية اتهامه لهم بإحداث الفوضى وإثارة الشغب بعد فوز محاربي الصحراء على الفريق الكوري أول أمس بنتيجة أربعة أهداف لاثنين، ووصل الأمر إلى حد اتهامه بالضلوع في حرق كنيسة في مدينة ليون. وخرج الجزائريون المقيمون في فرنسا للاحتفال بفوز الفريق الوطني أمام نظيره الكوري الجنوبي، حيث انتشروا في المدن الفرنسية رافعين العلم الوطني ومعبرين عن فرحتهم بالفوز، وهي الفرصة التي كان ينتظرها اليمين الفرنسي المتطرف، الذي بادر الى اتهامهم بإثارة الفوضى والشغب وحرق إحدى الكنائس في مدينة ليون. وهو الاتهام الذي لم يقبله أبناء فرنسا أنفسهم حيث سارع الإعلام الفرنسي على غرار وكالة الأنباء الفرنسية وموقع ليكسبريس، إلى انتقاد اليمين المتطرف ووصف اتهاماته بالإشاعات المغرضة التي لا أساس لها من الصحة، حيث قالت ليكسبريس إنه بمجرد إطلاق صافرة نهاية المقابلة التي جمعت المنتخب الجزائري بكوريا الجنوبية، أطلق مجموعة من الناشطين في جناح اليمين المتطرف إشاعات مفادها وجود حريق في كنيسة بحي لا دوشير بمدينة ليون، وهي الإشاعة التي سرعان ما تناقلتها مواقع تابعة لليمين والتي اتهمت مشجعي الخضر بإشعال الحريق أثناء احتفالهم بالفوز، فيما ظهر فيما بعد بأن الكنيسة لم تحترق أول أمس، وإنما هي أصلا كانت قد تعرضت لاندلاع حريق في ماي 2006، ولا علاقة للحادث بمقابلة الخضر. وحسب المصدر ذاته، فإن قوات الأمن أكدت أن الخبر مجرد بلاغ خاطئ ، وأشارت إلى أن ليون شهدت مساء أول أمس عملية سطو على سوبرماركت، من قبل عشرين شخصا قاموا بسرقة مبلغ قدره 8000 أورو، وتم اعتقال المتورطين، كما لم يبلغ عن أي عملية تخريب من قبل المشجعين. وعلى شبكة تويتر، أطلق اليمين المتطرف إشاعات أخرى تتعلق بوجود حرائق واعتداءات في العاصمة باريس، تورط فيها مشجعون جزائريون كانوا يرددون عبارات "وان.. تو ..ثري.. فيفا لالجيري" في بارباس والشانزيليزي، فيما أكدت وسائل الإعلام الفرنسي، أن لا شيء من هذا حدث نقلا عن قوات الأمن التي كانت منتشرة هناك، هذه الأخيرة كشفت عن ارتكاب المشجعين لمخالفات قانونية، عن طريق إعاقتهم للسير، وإثارتهم للفوضى والضجيج. بالمقابل نقلت الصحف المحلية، الأخبار ذاتها نقلا عن مواقع التواصل، حيث أكدت أن الاحتفالات تسببت في حرق نحو 10 سيارات في غرونوبل حسب صحيفة "لودوفيني ليبيري"، وعشرات السيارات محروقة وواجهات المحلات محطمة حسب "نور إيكلير". وكان اليمين المتطرف قد طالب حكومة بلاده بمنع الجزائريين من الاحتفال بفوز فريقهم في مباريات المونديال، وذهب إلى حد استفزازهم ووصفهم بالرعاع، وهي ليست المرة الأولى، حيث يعرف بعنصريته تجاه الأجانب في فرنسا، خصوصا العرب والمنحدرين من المغرب العربي على وجه التحديد.