صرح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية، بأن الولاياتالمتحدة بصدد إعادة العمل بالطائرات بدون طيار في مراقبة مناطق بالصحراء الكبرى التي تشهد تحركات للمنظمات المسلحة وعلى رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي والفصائل المتحالفة معه في كل من ليبيا ومالي. وأكد المسؤول ذاته أن الطائرات التي تستعملها واشنطن في المنطقة ليست ذات وظائف قتالية لكونها لا تحمل أي نوع من الأسلحة ولكنها ستكون لفرض مراقبة على المناطق الصحراوية هي الأكبر منذ إعلان القوات الفرنسية عن انتهاء عملياتها العسكرية في شمال مالي منذ ما يفوق السنة. وستعتمد الولاياتالمتحدة في خطتها الجديدة لمراقبة تنقل المسلحين والأسلحة في منطقة الساحل على القاعدة التي سبق أن استعملتها الغرض ذاته الواقعة في منطقة "أغداز" على بعد 750 كيلومترا شمال شرق عاصمة النيجر نيامي. وعن سبب اختيار هذه القاعدة تحديدا قال بينجامين بونصون الناطق باسم القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" إنه "من الناحية الجغرافية والاستراتيجية، تمثل "أغداز" خيارا ممتازا، نظرا إلى قربها من مراكز التهديد الموجودة في المنطقة"، كما نقلت الوكالة عن مسؤولين عسكريين ومدنيين في النيجر أنهم أعطوا الضوء الأخضر لنظرائهم الأمريكيين من أجل إعادة تشغيل قاعدة الطائرات بدون طيار مجددا. وأكد التقرير أن أسباب الخطوة الأمريكية لتعزيز مراقبة منطقة الساحل والصحراء هو نفس الغرض الذي أعلنته بعد إعلان السلطات الفرنسية الشروع في عمليات عسكرية بشمال مالي، وهو مراقبة تهريب كميات كبيرة من الأسلحة الليبية التي سقطت ترسانة كبيرة منها كانت موجودة في مخازن نظام العقيد معمر القذافي بيد جماعات متطرفة، وكذلك سعي عدد من القبائل في شمال مالي للسيطرة على أقاليم واسعة، وتوجه بعضها للتحالف مع منظمات إرهابية ناشطة في الصحراء. ويظهر من خلال الأهداف التي أعلنت عنها أفريكوم من خلال نشر الطائرات بدون طيار مجددا أن واشنطن غير راضية عن نتائج الحملة العسكرية الفرنسية في شمال مالي، حيث لا تزال تعبر عن مخاوفها من نفس الأزمات التي قالت فرنسا إنها تدخلت من أجل إنهائها. ولا يعلم إذا ما كان موضوع الطائرات من دون طيار التي شرعت الولاياتالمتحدة في استعمالها مجددا قد كان جزءا من المباحثات التي دارت بين قائد أفريكوم الجنرال ديفيد رودريغيز مع نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح قبل أيام، خصوصا أن الملف الليبي كان من أبرز النقاط التي كانت في أجندة اللقاء حسب البيان الصادر عن وزارة الدفاع الوطني.