رفض حوالي 700 تاجر فوضوي على مستوى حيي الونشريس وجرجرة ببلدية الرغاية أمس، الدخول في مواجهات مع قوات مكافحة الشغب التي حاصرت شوارع الحيين منذ الصباح الباكر لإجبار الباعة على الرحيل إلى السوق الجديدة بحي البناء ''الدييانسي'' الذي يتسع لحوالي 400 عارض. واتهم الباعة الذين رفضوا الانصياع لهذا القرار الذي فاجأهم حسبهم الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للرويبة. بمحاولة قطع مصدر رزقهم الوحيد بعد أكثر من 17 عاما من نشاطهم اليومي بشوارع حيي الونشريس وجرجرة بالرغاية، وبإثارة الفتنة ودفعهم إلى مواجهة الشرطة والخروج عن جادة الصواب قبل أقل من يومين من حلول شهر رمضان الكريم، بعدما اعتمدت بلدية الرغاية حسبهم سياسية الأمر الواقع، ويذكر الباعة الذين احتلوا شوارع الحيين على مسافة كيلومتر واحد، خلال لقائهم مع ''البلاد'' صبيحة أمس، أنه لم يتم إخطارهم من قبل بهذا القرار ولم يتم استشارتهم في الموضوع، بالرغم من أنهم يزاولون نشاطهم بشكل يومي منذ عام ,1998 في حين أن البعض منهم ألف على عرض بضاعته في هذا السوق منذ .1993 ففي الوقت الذي أكد فيه نائب رئيس البلدية في اتصال هاتفي مع ''البلاد''، أنه سيتم مراسلة الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للرويبة بخصوص هذه المسألة، مشددا التأكيد انه هناك مؤشرات جديدة، رافضا الكشف عنها، موضحا أن من شأنها أن تضع حدا لهذا السوق الفوضوي داخل حيي الونشريس وجرجرة، وتنال إجماع هؤلاء الباعة، لم نتمكن من الاتصال بالمسؤول الأول في المقاطعة الإدارية بالرويبة. وأشار ممثل عن الباعة من الذين اجتمعوا مع رئيس البلدية ونوابه. للوصول لحل يرضي الجميع، بما يكفل للبلدية بتنظيم شوارعها والتجار بمزاولة نشاطاتهم اليومية في إمكان تليق بهم، إلا أن الباعة سيواصلون عرض سلعهم رغم القرار القاضي بمنعهم خاصة مع اقتراب شهر رمضان المعظم، مؤكدا في الوقت ذاته على أن ترحيل الباعة إلى السوق التي شيدتها البلدية على مستوى حي البناء ''الديينسي'' يتطلب تنظيم الأماكن وترقيمها مع منح قرارات الاستفادة لكل بائع، موضحا أن هذه السوق لا يمكن لها أن تستوعب كل الباعة لان عدد الأماكن المحددة لا يتعدى .300 ورفض الباعة في السياق ذاته الاتهامات المتداولة من طرف سكان الحيين الذين ''يتهمونهم بعرقلة حركة المرور والتسبب في مقتل شيخ بسكتة قلبية''، مضيفين أن هذه القلاقل عل حد تعبير أحدهم ''لم تظهر منذ أعوام فكيف لها أن تعصف الآن بمصدر رزقهم الوحيد''. الجدير بالذكر أن قوات الأمن التي انتشرت في وقت مبكر من صبيحة أمس على مستوى الحيين اكتفوا بمنع التجار بعرض بضاعتهم ومراقبة الوضع خشية وقوع انزلاقات، خاصة مع حالة التذمر الذي كانت بادية على الباعة.