حذر السفير الفرنسي في الجزائر بيرنارد إيمي، الرعايا الفرنسيين من مغبة التنقل في الجزائر دون رقابة أمنية، داعيا إياهم إلى أخذ الحيطة من خلال اتباع التعليمات الموجودة على موقع السفارة الفرنسية في الجزائر، والخاصة بالمسافرين، والتي تبرز أكثر المناطق خطورة في الجزائر والأقل أمنا، كما شدد على ضرورة الاتصال بالسفارة في العاصمة الجزائر أو قنصلياتها الثلاث في عنابة، وهران والعاصمة في حال حدوث أي طارئ. لم تمر حادثة اغتيال الرعية الفرنسي هيرفي غورديل، مرور الكرام، بل كانت فرصة جديدة للسلطات الفرنسية للتأكيد على أن الجزائر تعاني "اللاأمن واللااستقرار"، لتطلق على إثر ذلك تحذيراتها المتكررة لفائدة رعاياها بعدم السفر إلى عدة مناطق في الجزائر دون رقابة أمنية، والتعليمات صدرت هذه المرة من قبل السفير الفرنسي في الجزائر، مما سيعطيها بعدا خطيرا باعتباره مقيما في البلاد ومطلعا على الأوضاع الأمنية فيها، وتحذيراته بهذا الشكل المبالغ فيه، من شأنها أن تثير حفيظة السلطات الجزائرية. وفي بيان صادر عن السفارة الفرنسية في الجزائر، تحصلت "البلاد" على نسخة منه، وصف السفير حادثة إعدام الفرنسي غورديل، من قبل المجموعة الإرهابية التي تسمي نفسها "جند الخلافة في أرض الجزائر"، والتي أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش"، ب«البغيضة"، مشيرا إلى أنها دفعته إلى مخاطبة الشعب الفرنسي لأول مرة منذ تنصيبه سفيرا في التاسع من سبتمبر الجاري، وأضاف بأن فرنسا حكومة وشعبا تحت وقع الصدمة جراء الاعتداء الجبان الذي طال واحدا من مواطنيها، والجميع ينحني أمام ذكراه وأمام الألم الذي يحسه أقاربه. وفي السياق، أكد المسؤول الفرنسي، أنه قام بتنكيس العلم في جميع المؤسسات الفرنسية في الجزائر حدادا على روح الضحية، عملا بتعليمات الرئيس فرنسوا هولاند الذي أقر 3 أيام حداد في فرنسا وممثلياتها عبر العالم بداية من اليوم، مشيرا إلى أن الوحدة الوطنية الفرنسية، هي خير رد على هذه العملية الإرهابية الاستفزازية. وجاء في البيان ذاته، أن الرئيس الفرنسي، أشاد بالتعاون مع السلطات الجزائرية، التي تحركت فور وقوع حادثة الاختطاف، وسخرت جميع الوسائل المادية والبشرية اللازمة للكشف عن هوية المسؤولين عنها، والمتورطين في إعدام غورديل، موضحا بأن المأساة مست الجزائريين كما الفرنسيين، خصوصا أنهم عانوا ويلات الإرهاب طيلة عشرية كاملة، ويستحقون كل التقدير على مساندتهم، كما مست الجميع باختلاف أوطانهم ودياناتهم، الذين وقفوا يدا واحدة ضد همجية وتطرف الجماعات الإرهابية. وشدد السفير، على موقف فرنسا الرافض للرضوخ لابتزاز وتهديد الجماعات الإرهابية، موضحا بأن هذه الحادثة ستعطي بلاده دفعا جديدا في مكافحة الإرهاب، وتعزيز تعاونها مع الجزائر في هذا المجال.