كشفت دراسة حديثة قام بها مركز الصوت العالمي الأمريكي للدراسات، أن 60 بالمائة من المنضوين تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هم شباب من موريتانيا·وأشارت الدراسة الأمريكية إلى أن موريتانيا أصبحت في السنوات الأخيرة من الدول الإفريقية المصدرة للإرهاب إلى الدول المجاورة ومنها الجزائر ومالي، موضحة أن العديد من شبكات الدعم والإسناد الناشطة في موريتانيا استطاعت منذ ,2006 تجنيد العشرات من الشباب وتوفير الدعم المالي واللوجيستيكي لإرسالهم إلى المناطق التي تصطلح عليها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ''بؤر التوتر'' في الجزائر والساحل الإفريقي والصومال وأفغانستان والعراق· وأبرزت الدراسة الأمريكية الدور للخلايا النائمة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي نسجت علاقات مباشرة مع قيادة التنظيم الإرهابي العالمي بزعامة أسامة بن لادن وعملت على التنسيق المباشر مع قياداته خاصة في بلاد الرافدين والساحل والصحراء، وقد تكون استفادت من دعم لوجيستيكي ومالي عبر وسطاء لها بأوروبا وبدول إفريقية ينشط بها أتباع هذا التنظيم، فضلا عن استفادتها من العائدات المالية للفدية المقدمة مقابل الإفراج عن الرهائن الغربيين، الذين يتم اختطافهم انطلاقا من التراب الموريتاني·وأظهرت دراسة مركز الصوت العالمي الأمريكي للدراسات قدرة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على استقطاب الشباب الموريتاني للالتحاق بساحات القتال بالجزائر والصومال والعراق ودول الساحل، وتوفير تدريبات ميدانية لهم في معسكرات التدريب بالساحل والصحراء وحتى في معسكرات حركة ''الشباب المجاهدين'' بالصومال، فضلا عن الاتصالات المتبادلة بجهات خارجية سواء عبر الشبكة العنكبوتية أو الاتصال المباشر·وأوضحت الدراسة أن من بين الأسباب التي دفعت بهؤلاء الشباب إلى الالتحاق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، البطالة والتهميش وغياب العدالة الاجتماعية في السياسة الداخلية في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 3 ملايين نسمة وتصل نسبة الفقر فيه أزيد من 46 بالمائة، بعدما وجد شباب نواكشوط في الانضمام إلى تنظيم القاعدة الملاذ الوحيد لهم، خاصة أن الجماعات الإرهابية توفر لهم الحرية ومغريات مالية وبعض الامتيازات·وأضافت الدراسة إلى أن تأخر موريتانيا في مكافحة الإرهاب على خلاف الدور الفعال الذي قامت به دول الجوار ومنها على وجه الخصوص الجزائر، جعلها تتأخر في الوقت ذاته عن كشف الخلايا النائمة التي ''تربت وكبرت'' داخل التراب الموريتاني، فضلا عن تزايد شبكات الدعم والإسناد خاصة في صفوف البدو الرحل، الذين وفرت لهم القاعدة مداخيل مالية مقابل التعاون معهم وتسهيل مهامهم في مختلف الأقاليم·