رفضت إيران التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الاثنين، وقالت إن وراءه دوافع سياسية ويشوبه التحيز. وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في تصريح لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) ''يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكون حريصة بشكل أكبر، وألا تنحرف عن مسار الحياد والنزاهة''. وأضاف صالحي ''نعتقد بأنه إذا انحرفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مسارها الرئيسي وفقدت وضعها كهيئة تقنية متخصصة تابعة للأمم المتحدة، حينئذ فإنها ستفقد أيضا مصداقيتها الدولية''. ودافع صالحي عما سماه حق بلاده في اختيار مفتشي الوكالة الذين يأتون إلى إيران، مشيرا إلى منع طهران دخول مفتشينة ذكرتهما الوكالة في تقريرها ''لأنهما أعدا تقارير كاذبة، وإن الوكالة تدرك هذا تماما لكنها فقط لا تريد الاعتراف بذلك''. وأكد المسؤول النووي الإيراني أن تفتيش منشآت نووية إيرانية أخرى مثل مفاعل ''آراك'' الذي يعمل بالماء الثقيل بوسط إيران لا يدخل في إطار العقد الثنائي بين إيران والوكالةئالذرية، وأن طهران غير ملزمة قانونا بفتح هذه المواقع أمام مفتشي الوكالة. وقال صالحي ''نشعر بأن الضغوط السياسية أصبح لها تأثيرات تدريجية على أجزاء محددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكننا لا نزال نحترم هذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة، لذا يجب تفسير انتقادنا على أنه ودي وبناء''. على الصعيد نفسه نقل مراسل الجزيرة في طهران عن مندوب إيران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية تأكيده أن التقرير يتضمن نقاطا إيجابية، منها الإشارة بشكل واضح إلى عدم انحراف البرنامج النووي الإيراني نحو أهداف عسكرية أو ممنوعة وفقا للقانون الدولي، إضافة إلى الاعتراف بالتطور العلمي الذي أحرزته طهران. أما النواحي السلبية وفقا لسلطانية، فهي اتهام طهران بعدم التعاون مع الوكالة، مؤكدا عدم صحة هذا الاتهام، ومشددا على أن بلاده تتعامل في هذا المجال وفقا للقوانين الدولية. وفي واشنطن اعتبر البيت الأبيض أن التقرير الذي كشفت عنه الوكالةئالذرية بشأن قدرات إيران النووية، يبعث على القلق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور إن ''تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير بشأن إيران يبين من جديد أن إيران ترفض الوفاء بالتزاماتها الدولية في المجال النووي، وتواصل جهودها لتوسيع برنامجها النووي، وتقترب من اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية''. وتأتي ردود الفعل هذه بعد كشف الوكالة الذرية أمس عن تقرير سري قالت فيه إن إنتاج إيران الإجمالي من اليورانيوم المنخفض التخصيب زاد بنسبة 15% منذ ماي الماضي ليصل إلى 2.8 طن، وهو ما يؤكد مضي طهران قدما في نشاطها النووي رغم تشديد العقوبات المفروضة عليها، حسب ما توصل إليه التقرير. وأعربت الوكالةئالذرية عن استمرار شعورها بالقلق بخصوص احتمال وجود نشاط في إيران لتطوير رأس نووي تركب على صاروخ. من جهة أخرى كشف مسؤول روسي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه، عن إعاقة الولاياتالمتحدة استئناف المحادثات مع إيران بشأن اتفاق لمبادلة الوقود يهدف إلى تهدئة القلق بشأن الطموحات النووية لإيران. وقال المسؤول الذي كان يتحدث أمام مجموعة من الخبراء في الشؤون الروسية إن المطالب الغربية بتخلي إيران عن إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب عديمة الفائدة، داعيا القوى الغربية الكبرى إلى التركيز على منع إيران من الحصول على الوقود الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية. وقال المسؤول ''من غير الواقعي أن تتخلى إيران عن تخصيب اليورانيوم حتى 4%.. ينبغي للمجتمع الدولي أن يركز على منع المزيد من التخصيب إلى 20%''. يذكر أن الوكالة الذرية تحقق منذ العام2005ئ في تقارير لأجهزة المخابرات الغربية تشير إلى قيام إيران بجهود منسقة لمعالجة اليورانيوم، وتختبر متفجرات على ارتفاعات كبيرة، وتدخل تعديلات على صاروخ لجعله قادرا على حمل رأس نووي.