أحدثت المعلومات والصور التي بثتها وسائل الإعلام الفرنسية الجدل بفعل تناقضها وسذاجة الطريقة التي تمكنت بها الشرطة الفرنسية من تحديد هوية الفاعلين. وفي هذا السياق يشكك العديد من الجزائريين الذين يتابعون سير أحداث القضية باهتمام في اعتبار أن "الأخوين كواشي" المتهمين الرئسيين بارتكاب المجزرة هم فرنسيون من أصول جزائرية كما أن ضخامة الجالية الجزائرية في فرنسا يجعل من كل عائلة جزائرية لا تكاد تخلو من أفراد مقيمين في فرنسا. وقد عبر العديد من الجزائريين عبر المنشورات والتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي عن شكوك مدعومة بأدلة حول تناقض بعض جوانب الجريمة الشنعاء التي أزهق فيها 12 ضحية بينهم صحفيون ورسامون كاريكاتوريون وشرطة. وتعليقا على أحد الفيديوهات التي قتل فيها المسلحين رجل شرطة بدم بارد بعد أن أصيب بطلقة في قدمه قبل أن يقترب منه أحد الأخوين كواشي فيرديه بطلقة رشاش على الرأس، قال أحمد معلقا في إحدى صفحات الفايسبوك "أيعقل أن يطلق أحدهم النار من سلاح كلاشينكوف من ذلك القرب ولا تسيل قطرة دم واحدة" قبل أن يضيف معلقا "طريقة تحرك المسلحين أثناء تنفيذ العملية تظهر أنهم أشخاص تلقوا تدريبا عسكريا أكاديميا داخل إحدى الثكنات، فأثناء تقدم أحد المسلحين لتفجير رأس الشرطي قام الآخر بتغطية الموقع بطريقة إحترافية وهو ما يتنافي مع أعمال الإرهابيين الذين يلاحظ عليهم بعض العشوائية". وتساءل الإعلامي أسامة وحيد في صفحته على الفايسبوك من الثقة العمياء التي نفت فيها الشرطة الفرنسية العلاقة بين مقتل إحدى الشرطيات في حادث منفصل بسلاح كلاشيكوف ومجزرة "شارلي إيبدو" رغم أن التحقيقات لم تنته بعد". فيما نشر بعض الفايسبوكيين فيديو لإحدى صحفيات "شارلي إيبدو" التي كانت متواجدة بعين المكان ووثقت شهادتها في استيديو أخبار قناة فرانس 2 حيث أكدت بالحرف الواحد أن لون عيني أحد الإرهابيين أزرق وهو لون نجده في أعين "الإخوة كواشي" والأدهى من كل ذلك هي صور لسيارة سيتراويين "سي 3" التي استعملها الإرهابيون للتنقل حيث لوحظ أن مراياها الجانبية كانت ذات لون أبيض خلال تنفيذ العملية إلا أن الصور التي بثها الإعلام الفرنسي بعد ذلك اثناء حجز السيارة من قبل الشرطة أظهرت مرايا جانبية بلون أسود مما يطرح العديد من علامات الاستفهام خصوصا أن المحققين الفرنسيين أكدوا أنهم تعرفوا على منفذي الجريمة بعد العثور على بطاقة الهوية لأحد الإرهابيين داخل السيارة من نوع "سيتراوين" التي صنعت الجدل ومن ثم لقيت هذه الرواية استغراب العديد من الفايسبوكيين. فكيف ينفذ هؤلاء الأشخاص عملية احترافية بأسلحة حربية وسط باريس تمكنوا فيها من تجاوز كل من اعترض طريقهم ويغفلون عن بطاقة الهوية.