حضور مكثف لقوات مكافحة الشغب لحماية العاصمة من استغلال "مسيرة النصرة" وضعت مصالح الأمن تعزيزات أمنية استثنائية على المحاور الرئيسية لطرق العاصمة، وتم نشر عناصر أمن بالزي المدني تزامنا مع مسيرة الجمعة لنصرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تلقت مختلف مديريات الأمن تعليمات بتوخي الحذر الشديد واتخاذ كافة تدابير الحيطة تخوفا من استغلال خرجة المدافعين عن الرسول في أي توجه أو تسلل عناصر إرهابية وسط الجموع. وتحاشت مصالح الأمن عرقلة مسيرة "النصرة" التي خرج فيها آلاف المواطنين من مختلف مساجد العاصمة مباشرة بعد صلاة الجمعة باتجاه ساحة البريد المركزي، حيث تقلت قوات الأمن حسب مصادر مؤكدة تعليمات بتفادي الاحتكاك مع المواطنين وعدم استعمال العنف ضدهم، رغم أن المسيرة لم تكن مرخصة من قبل مصالح وزارة الداخلية، فيما عرفت العاصمة وضواحيها تعزيزات أمنية وانتشارا أمنيا مكثفا لقوات مكافحة الشغب التي لم تظهر في الشارع منذ آخر احتجاج لوحدات التدخل، حيث نشرت عناصر الشرطة ومصالح مكافحة الشغب في مختلف شوارع العاصمة وسدت الطريق الذي يربط ساحة 1 ماي نحو البريد المركزي عبر شارع حسيبة بن بوعلي وحاول المتظاهرون فك حصار الشرطة من أجل السير إلى شارع حسيبة بن بوعلي مرددين شعار "كلنا مع محمد" وتمكنوا من المسير بتأطير من قوات الأمن نحو شارع العربي بن مهيدي تمهيدا لوصولهم إلى مقر البرلمان. وقد بدأت التعزيزات منذ الصبيحة، حيث تم وضع تشكيلات أمنية على مستوى الطرق الرئيسية ونشر المئات من عناصر الأمن بالزي المدني خاصة في محيط المساجد، والأحياء التي حددت لتكون انطلاقة المسيرات منها على غرار مسجد "الوفاء بالعهد بالقبة، أين تم توقيف علي بلحاج الذي كان سيقود المسيرة نحو العاصمة قبل بدايتها، فيما تحدثت أنباء عن توقيف زعيم جبهة الصحوة زيراوي حمداش هو الآخر مباشرة بعد انطلاق المسيرة بشارع بلوزداد. وحسب مصدر عليم، فقد تلقى رؤساء الأمن تعليمات شفوية تقتضي بتتبع ومراقبة كل التطورات، لاسيما في ظل احتمال تحركات لاستغلال مسيرة نصرة الرسول لدواع سياسية أو إحداث فوضى، وهو ما استدعى تجنيد مصالح الأمن من أجل مواجهة أي احتمالات، وتأمين عملية خروج المدافعين عن رسول الله ضد إساءات جريدة شارلي إيبدو، كما قامت قوات الأمن بتشديد الرقابة على مستوى بعض الحواجز الأمنية، وتكثيف إجراءات التفتيش سواء على مستوى محطات النقل أو في الحواجز وهذا تفاديا لأي تطورات محتملة من جهة، وعلى صعيد مراقبة الوضع بما يشكله من تهديد أمني، وذلك لمنع تسلل عناصر إرهابية قد تحاول استغلال هذا الظرف من أجل التسلل وسط حشود المواطنين والقيام بعملية إرهابية. وقد اضطرت مصالح الأمن إلى مواجهة بعض استفزازات المحتجين الذين حاولوا كسر الحاجز الأمني وتخطيه، مرددين شعارات كانت قد رفعت في العشرية السوداء، على غرار "عليها نحيا وعليها نموت"، حيث تدخلت مصالح الأمن باستعمال خراطيم المياه لوقف توجه المحتجين نحو قصر الحكومة ومحاولة التوجه نحو السفارة الفرنسية.