لاتزال المجاهدة خالدي الزهرة البالغة من العمر 120 سنة والمقيمة في حي ''البلدية'' المعروف باسم ''لاكومين'' في تبسة، تتمتع بذاكرة قوية وصحة جيدة رغم تقدم سنها الذي يبلغ قرنا وعشرين سنة، حيث تروي وتتذكر تفاصيل كثيرة عن ثورة التحرير المجيدة وتسرد بكل ثبات مشاركتها مع أبناء وطنها من المجاهدين. وتعود هذه العجوز في لقاء جمعها ب''البلاد'' إلى محطات بعيدة لاتزال عالقة بذاكرتها وتتحدث عن مسقط رأسها بمنطقة ''العديلة'' ببلدية ''الماء الأبيض'' التي تبعد ب 30 كلم عن جنوبتبسة. وعن انحدارها من أسرة ثورية، ساردة أيام الثورة من خلال سيرة العديد من أقاربها المجاهدين أمثال العيد مصطفاوي؛ والد عباس مصطفاوي الذي تقيم في بيته حاليا، إلى جانب أقاربه علي بن حسين ولزهر والفازع بن جوع وهو أحد مجاهدي المنطقة المعروفين، ولخضر مصطفاوي الذي يملك نفقا أرضيا تحت بيته. كما تعرج الحاجة الزهرة على الحديث عن يوميات الحرب العالمية الثانية وقدوم الجنود الأمريكان فالألمان، كما عادت بنا إلى مسيرتها مع زوجها الراحل المجاهد مصطفاوي خريف الذي تقول إنه توفي سنة وفاة الرئيس الرحل هواري بومدين سنة .1978 لكن دون أن تنجب منه. وعن مسيرة زوجها خلال ثورة التحرير؛ تقول الحاجة زهور إن سكنهم الريفي ب''العديلة'' كان قبلة لثوار جيش التحرير لتناول الإطعام وأخذ المأونة، كما كانت هي تقوم بصناعة القشابية والبرنوس وتقدم مساعداتها للجنود بعد التحاق زوجها بالثوار. ولا تزال ذاكرة المعمرة تحتفظ بصور مجاهدي المنطقة أمثال عبد الله حفظ الله أمين وعون أحمد بن التومي؛ وأسماء العديد من قادة الثورة ورؤساء الجزائر أمثال العربي بن مهيدي وديدوش مراد وشيحاني بشير وأحمد بن بلة وهواري بومدين والشادلي بن جديد، كما أنها تحب كثيرا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تحدثت كثيرا عن الفترة التي كان فيها وزيرا للخارجية في عهد الرئيس الرحل هواري بومدين. وعن يومياتها، تقول الحاجة زهور إن نوعية الطعام الذي كانت تتناوله، كان له دور كبير في الحفاظ على صحتها، حيث تتناول خبز الشعير وحليب البقر وقليلا من الحساء.