لم تكن ولاية المدية هذه المرة بعيدة عن ''سوسبانس'' حركة الولاة التي طال أمدها ما أدخلها في لعبة الترقب الحذر، جراء طول امد قرارات رئيس الجمهو رية بشأن تحويل الولاة، فمع أول برقية نزلت تؤكد خبر تحويل السيد عبدالقادر زوخ من المدية إلى ولاية سطيف إلا وظهرت العديد من الأحاسيس المختلفة بين صنفين أولهم سعيد والآخر حزين، فقد نزلت هذه البرقية بردا وسلاما على بعض المسؤولين والنافذين بالمدية ممن طالهم سيف الوالي وألحق بهم الويلات ايام تقلده لشؤون المدية. بينما نزلت كالصاعقة على آخرين كانوا من أولي الأمر والنهي بالمدية لما سيأخذه السيد زوخ معه من حكم وسلطان وسيف طالما كانوا يلعبون به. غير أن هذا الخبر كان بمثابة اللا حدث لعامة الناس ممن لا يفقهون شيئا في السياسة ولا يعرفون هل ما تم إنجازه خلال عهدة الوالي الراحل كان بفضله أم بفضل رئيس الجمهورية، أم أن المبالغ المصروفة كانت تتلاءم مع ما تم انجازه أولا.. هي أسئلة كثيرة لا يفهمها السكان ولا يريدون أصلا فهمها لما كان سينجر عنها من أمور لا قبل لهم بها لا من بعيد ولا من قريب. غير أن مجيء وال جديد إلى ولاية المدية التي طالما تمنى السيد زوخ عدم تحويله منها وإبقائه على رأسها، سيفتح المجال أمام الكثير من التحديات وسيجعل العديد من الرقاب والرؤوس تنتظر ما سيقرره في شأنها والي بومرداس السابق، فوجود مشاريع بمئات الملايير تم تشييدها على أراض متحركة على غرار مشروع المدينةالجديدةبالمدية والذي أصبح يثير الكثير من الاستغراب والحيرة لما حدث به من إعادة بناء وهدم بنايات وتخصيص مبالغ إضافية من اجل حماية الأرض من الانزلاق، وكذا مشروع محطة النقل بالمدية الذي هو الأخر استهلك ستين مليار سنتيم وبعدها تبين أن الأرض التي تم انجازها عليها متحركة فقاموا بإعادة بناء جدران استناد ودعامة لحماية الستين مليار من الرحيل، ومشاريع أخرى من بينها مفارغ عمومية ومؤسسات عمومية وطرق مزدوجة تم بناؤها على أراض متحركة. ومع رحيل وال وقدوم آخر يترقب الكثير من بسطاء هذه الولاية أن يقوم القادم الجديد بفتح كل الملفات ومحاسبة المتسببين في تضييع المال العام، وإن صحت هذه الافتراضية، يمكن القول أن الكثير من المسؤولين والمقاولين وحتى مكاتب الدراسات قد دارت على الدائرة وأصبحت مناصب أيضا على ارض متحركة لا تعرف أين سيحط بها الوالي الجديد.