ال10جوان القادم تاريخ التنحية الرسمية للرجل الثاني في الدولة عبد القادر بن صالح، من على رأس الأمانة العامة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بتوقيت الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب التي سيحتضنها فندق الرياض بسيدي فرج ليعود أمين عام الأرندي سابقا أحمد اويحيي إلى منصبه مرة أخرى بعدما غاب عنه 18شهرا. إذن بقي أقل من شهر ويعود أحمد أويحيي إلى الأمانة العامة للارندي التي ترأسها بن صالح على مدار سنة، وأبعد عنها أويحيى مكرها ...تحت ضغط مناوئيه من الحرس القديم للحزب وكذا القواعد النضالية ليوقع استقالته في بداية جانفي2013،ويترك الفضاء خاليا لعبد القادر بن صالح الذي رسم على رأس الأمانة العامة في المؤتمر الرابع لتجمع الوطني الديمقراطي بعدما اختير خلفا له و أمينا عاما بالنيابة. غير أن الأمور صبت في منحى مغاير لتوجهات بعض القادة والقواعد النضالية ممن كانوا السبب وراء تنحية رجل المراحل و المهمات الصعبة بتبني ألوان مختلفة من النضال لإزاحته من الأمانة العامة فهم من صالوا وجالوا عبر التراب الوطني تحت مضلة حماية الارندي ومن منابر التجمعات الجهوية والندوات الصحفية التي كان أبرز وجوهها نورية حفصي و الوزير السابق يحيي قيدوم والطيب زيتوني،ولم يعمر من وضعوه بديلا عن خصمهم أكثر من سنة و6أشهر. هي تسريبات تتحدث عن لجوء مناوئي بن صالح إلى أسلوب التهدئة وعدم الدفع إلى الفوضى وضرب استقرار الحزب أو استعجال رحيل بن صالح بالشكل الذي يؤدي إلى خلق لغط كبير،تاركين ذلك إلى غاية الدورة العادية للمجلس الوطني التي ستعقد في العاشر جوان المقبل بعدما تأكدوا وبصفة قطعية من تنحي الرجل الثاني في هرم السلطة من الأمانة العامة للارندي الذي أصبح أمرا مفروغا منه. وعن كيفية عودة مدير ديوان رئاسة الجمهورية إلى منصب الأمين العام،ربطت هذه التسريبات كل هذا بمضامين القانون الأساسي والنظام الداخلي لتجمع الوطني الديمقراطي التي تتحدث عن عودة رجل المهمات الصعبة والمراحل إلى منصبه كأمين عام بالنيابة كمرحلة تسبق تنظيم مؤتمر استثنائي يثبته في منصبه . أويحيى مشهور بترديده لوصية والده بأنّ "الوصول درجة درجة" أحمد أويحيى، ذلك الرجل الذي عرف من أين تؤكل الكتف، وعرف كيف يشق طريقه في صمت، فبقي بعيدا عن الضجة السياسية، وظلّ يتدرج في سلم السلطة وصناعة القرار شيئا فشيئا إلى أن وصل لأعلى مناصب الحكومة، وأضحى يُلقب ب "بوتين الجزائر" وصنع لنفسه اسما ومجدا حتى صار حديث العام والخاص، فأويحيى الذي لم يحدث أن زعزعته الهزات والعواصف والعوائق التي اعترضته طوال مسيرته الإدارية والسياسية، بل كان دائما جنديا وفيا للسلطة، بعيدا عن "الشعبوية" بمفهومها السلبي، حتى وإن أكسبه ذلك عداوة مع الشعب فصار يلقب ب "رجل المهمات القذرة". وحتى الوصف الذي ارتبط به ك"رجل المهمات القذرة"، يجري التسويق له بنظرة إيجابية، باعتباره الرجل الذي ضحى بكل شيء وحتى بسمعته الشخصية من أجل الصالح العام ومن أجل خدمة الدولة الجزائرية، أويحيى، قالها صراحة وأكثر من مرة "أنا خدام الدولة"، وبقي وفيا طيلة العقود الماضية لكلمته "أنا خدام الدولة". إقرأ أيضا: القصة الكاملة لأحمد أويحيى من "بوعدنان" إلى قصر الدكتور سعدان