كشف المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري عبد المجيد شيخي في حديث ل''البلاد'' أن مجلس الدولة للأرشيف شكل مؤخرا لجنة بحث في الأرشيفات المحولة أي المسروقة أو تلك التي وقعت في أيد أجنبية؛ تترأسها الجزائر بمشاركة 15 دولة اجتمعت قبل أسبوعين في مدينة ''أوسلو''، فيما ستتواصل أشغالها شهر فيفري المقبل، مضيفا أن عملية استنساخ الأرشيفات في مرحلة أولية؛ لا تمس إطلاقا بحق الدول التي فقدت أرشيفاتها في المطالبة بالأصول. وبينما رفض محدثنا الخوض والتوغل كثيرا في حيثيات هذا الموضوع كون ''أي تصريح أو حديث عنه من شأنه أن يغضب بعض الأطراف ويثير الحساسيات هو في غنى عنها''، على حد وصفه، أكد شيخي أن اللجنة التي شكلها مجلس الدولة هدفها إنشاء صندوق خاص لتحويل عمليات استنساخ الأرشيفات المحولة، كما تعمل على تحسيس المجلس ليكون دوره أكثر فعالية في هذا الجانب، مشيرا إلى أن الجزائر تسير في الاتجاه السليم نحو استرجاع أرشيفها الذي يتعلق بالثورة التحريرية، على حد تعبيره. من ناحية أخرى، لا تزال السلطات الفرنسية ترفض تسليم الأرشيف الجزائري المسلوب منذ العام 1830 وتعتبره ''أرشيفا فرنسيا لأن الجزائر كانت مستعمرة فرنسية''. واستولت السلطات الاستعمارية الفرنسية على كامل الأرشيف الجزائري خلال فترة تواجدها بالبلاد التي امتدت من 1830 إلى .1962 وفي السياق ذاته، وقعت الجزائر مع فرنسا في السنة الماضية بباريس على اتفاقية تنص على تسليم نسخ من الأرشيف في المرحلة الأولى ريثما يتم التفاهم حول استرجاع كامل الأرشيف الجزائري، غير أن هذه الاتفاقية لم يشرع في تطبيقها إلى غاية الآن لأسباب عديدة ربطها المتتبعون ب''الموقف الفرنسي الذي لا يقف على أساس''. وكانت فرنسا قد سلمت في العامين الماضيين أرشيفا لا يشمل الفترة قبل اندلاع ثورة التحرير ''1954 ,''1962 ولا تزال ترفض لحد الآن تسليم الأرشيف العثماني والأرشيف الخاص بتجاربها النووية في الصحراء الجزائرية، وعدا ذلك تضمن الأرشيف المسلم للتلفزيون الجزائري 1862 شريط سمعي بصري يرجع إلى الفترة الاستعمارية ما بين سنتي 1940 و1962 وبعض الصور عن الأيام الأولى من فرحة الاستقلال ومشاهد عن الحرب العالمية الثانية، خصوصا حول القصف الذي تعرضت له بعض الوحدات العسكرية الفرنسية بميناء مرسى الكبير عام 1940 وبعض ملامح التنمية الاقتصادية ومشاهد اكتشاف أولى آبار البترول بمنطقة بوسعادة وأشرطة أخرى حول الحياة اليومية للجزائريين آنذاك ومختلف العادات والتقاليد.