تصريحات السبسي تزامنت مع وصول دفعة وزراء أوروبيين لمكان الحادث شدّد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، أن بلاده "ستعزز علاقات تعاونها الأمني مع المجموعة الدولية في أعقاب هجوم سوسة في إطار حربها المعلنة ضد الإرهاب وملاحقة الخلايا الجديدة التي أفرزتها الأزمة الليبية". واعترف السبسي أن "الجزائر تبقى الحليف الأوّل الاستراتيجي في أي آلية تعاون وتنسيق لارتباط الأمن القومي التونسي بأمن الجزائر بشكل مباشر". وتابع الرئيس التونسي في مقابلة مع إذاعة "أوروبا1" أن "تونس لن تفرط في الجزائر على حساب قوى دولية أخرى أبدت استعدادها لمد يد العون للحكومة التونسية من أجل تقوية الجيش التونسي وتطوير المنظومة الأمنية في البلاد". وكان مسؤولون جزائريون أبدوا انزعاجهم من إبرام اتفاقية تعاون أمني بين تونس وأمريكا، ومنح الأخيرة صفة الحليف الاستراتيجي لواشنطن خارج حلف النيتو، مما فسرته أوساط جزائرية بأنه "تعاون مشبوه يرمي لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في تونس لتكون عين واشنطن على دول المنطقة". وفي شق متصل بالهجوم الإرهابي الأخير في سوسة قال الباجي قائد السبسي، إن بلاده "فوجئت" بالاعتداء الدامي الذي استهدف سياحا أجانب، الجمعة، بفندق في ولاية سوسة "وسط شرق" وكان أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ البلاد. وقال السبسي متحدثا لصحافيي إذاعة "أوروبا1": "صحيح أننا تفاجأنا بهذه القضية"، مضيفا عن المسؤولين الأمنيين أنهم "اتخذوا تدابير لشهر رمضان، لكنه لم يخطر لهم يوما أن ذلك قد يحصل على الشاطئ". وتزامنت تصريحات السبسي مع وصول وزراء داخلية بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى منتجع القنطاوي السياحي الذي شهد هجوما دمويا شنه الجمعة مسلح تونسي وتبناه تنظيم داعش المتطرف، حيث فتح الإرهابي النار ببندقية كلاشينكوف كان يخبئها في مظلة على السياح بشاطئ فندق "امبريال مرحبا" في مرفأ القنطاوي ثم داخل الفندق. وشهدت تونس قبل ثلاثة أشهر هجوما مع موقع سياحي هو متحف باردو في العاصمة، مما أسفر عن مقتل 22 شخصا هم 21 سائحا أجنبيا وشرطيا تونسيا. وتبنى تنظيم داعش الهجومين. وأكد السبسي أنه "إن كانت هناك ثغرات فسيتم فرض عقوبات على الفور"، فيما تفيد عدة شهادات أن الهجوم استمر ثلاثين دقيقة من غير أن تتدخل قوات الأمن. وأقر الرئيس بأنه "ليس نظاما مثاليا"، لكنه أكد أنه "كما في كل حرب قد نخسر معركة لكننا لن نخسر الحرب". وأضاف "نرحب بكل من بوسعه أن يساعدنا. سنبذل أقصى ما بوسعنا بوسائلنا الخاصة، وسنعمل على تعبئة كل هذه الوسائل في ميزانية ثانوية".