شرع أصحاب مشروع "مبادرة لم شمل أبناء التيار الإسلامي" في الاتصال بمختلف الأطراف، لتحديد شكل التنظيم وبرنامجه وأهدافه، يتقدمهم رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله. وذلك تطبيقا للتوصيات التي خرج بها اللقاء الذي جمع بعضهم أثناء الجامعة الصيفية التي نظمت بولاية الطارف نهاية الشهر الماضي. ويؤكد القائمون على المبادرة أنها تنقسم لشقين الأول دعوي والثاني سياسي، وهي مفتوحة للأشخاص والمجتمع المدني، وليس الأحزاب والمنظمات، موضحين أن المشاورات بشأنها متواصلة، غير أنها لم تصل بعد إلى تحديد كيفية تجسيد المشروع، سواء في شكل تنظيم جمعوي أو أي إطار جامع، كما يوضح أصحاب المبادرة أن "هناك أعداد كبيرة من الشخصيات الفكرية ومن المجتمع المدني رحبت بالفكرة"، حيث رفض قيادي بجبهة العدالة والتنمية ذكر أسماء الشخصيات التي أعلنت مساندتها للفكرة، مفضلا عدم ذكر الشخصيات التي يتم الاتصال بها حاليا، موضحا "كل من يتبادر إلى ذهنك سنتصل بهم". وفي سؤال عن إمكانية نجاح المبادرة في مسعاها أكد القيادي في حزب جاب الله أنه "لو لم يكن يغلب على ظننا أن المشروع سينجح لم نكن لنطلقه، وهو مبادرة للم شمل الأشخاص، وليس الكيانات، والهدف في النهاية هو خدمة الوطن"، مؤكدا حرص أصحاب المبادرة على "تفادي الأخطاء السابقة بترك المشروع ينضج جيدا". وبخصوص أهداف المبادرة، أوضح عز الدين جرافة الذي يعد من المبادرين بالمشروع، في تصريح له لوكالة "الأناضول" قائلا "لم نتفق على أهداف المبادرة حتى الآن، لكن المؤكد أن محور النشاط سيكون الدفاع عن القيم المجتمعية في البلاد، التي تراجعت بفعل المؤثرات الخارجية، والرياح العاتية للعولمة، والانفتاح، والسلطة مسؤولة على ذلك". وأضاف "أما سياسيا، فلن يكون مجال نشاط المبادرة بالمفهوم الحزبي الضيق، وإنما بمنزلة عمل استراتيجي أوسع للدفاع عن القيم الإسلامية". للإشارة، عرفت الساحة السياسية منذ ثمانينيات القرن الماضي، عددا من المحاولات للمّ شمل أبناء التيار الإسلامي، باءت أغلبها بالفشل، فيما كانت آخرها المبادرة التي أطلقتها ثلاثة أحزاب ممثلة في حركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني وحركة مجتمع السلم، بمناسبة الانتخابات البرلمانية سنة 2012، أثمرت بتشكيل تحالف سُمي "تكتل الجزائر الخضراء"، غير أن بعض الأحزاب الإسلامية رفضت الانخراط في هذا المسعى.