أكدت مصادر من المقاومة الشعبية بجنوب اليمن، أن المليشيات الحوثية بدأت تحشد قواتها وبشكل غير مسبوق في تعز وبالأخص في جبهة الضباب، بعد ما تكبدته من خسائر في مأرب مؤخرا. وتواردت انباء عن قرار عسكري حوثي يلزم المليشيات بالتوجه صوب تعز ولحج وأبين في محاولة لتخفيف الضغط عن الجبهة الشمالية الشرقية في مأرب ومحاولة تأخير معركة صنعاء قدر الإمكان. وقالت المقاومة إن المليشيات الانقلابية تعد لاقتحام مناطق جديدة في أبين ولحج لفتح طريق يوصل إلى عدن لمحاولة تهديدها من جديد، مطالبة بدعم المقاومين بالسلاح والعتاد قبل خروج الأمور عن السيطرة. في هذه الأثناء، شنّ طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، صباح أمس، 15 غارة جوية على معسكرات "الحوثيين" في العاصمة اليمنية صنعاء ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي الجماعة، حسب مصدر أمني وشهود عيان. وأفادت المصادر أن قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين، لم تحدد عددهم، سقطوا في 15 غارة شنها طيران التحالف صباح أمس على معسكرات ومواقع لهم بصنعاء. ومن بين المعسكرات والمواقع التي تم قصفها، بحسب المصادر ذاتها، جبل النهدين والحفا وجبل نقم ودار الرئاسة. وكان قد وجه القيادي المؤتمري عبده الجندي رسالة تحدي لقوات التحالف، فيما يبدو أنه رد من الأخير على كلمة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وأكد الجندي ان زعيمه علي عبدالله صالح موجود في قلب كل يمني ولن يغادر اليمن وفقًا لأي اتفاق سياسي. وقال الجندي ساخرا إن قوات التحالف في مرحلة استنزاف لقواتها في شمال اليمن. وأضاف " لو كان شعب اليمن وجيش اليمن وقبائل اليمن ترفض صالح لأتوا به إليكم حيا أو ميتا". وكان الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي"، جدد أول أمس، تهديداته لمسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، متوعدًا برفع علم الجمهورية اليمنية في معاقليهما الرئيسيين ب "جبال مرّان? (صعدة) مسقط رأس زعيم الجماعة "عبد الملك الحوثي"، و"سنحان" (صنعاء) مسقط رأس الرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح". و قال هادي، في مقال مكتوب بمناسبة الذكرى ال 53 لثورة 26 سبتمبر 1962، التي أطاحت بحكم الأئمة (المملكة المتوكلية اليمنية شمال اليمن) وأقامت النظام الجمهوري، "إن الحوثيين استأجروا صالح (الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح) وأعوانه، لقتل أبناء الشعب اليمني وتحقيق الأذى لأشقائنا"، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية. وعلى صعيد آخر، رفض الأردن ما ورد في تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان حول الوضع الإنساني في اليمن، والمعلومات التي تضمنها التقرير، حول انتهاك قوات التحالف لحقوق الإنسان واتهامها باستهداف المدنيين والمرافق والمنشآت المدنية في البلاد. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جوده في تصريح له على هامش اجتماعات الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أمس ، "إن ما ورد في التقرير حول عمليات قوات التحالف في اليمن يرفضه الأردن"، بحسب الوكالة الأردنية الرسمية. وأكد جوده أن عمليات قوات التحالف جاءت بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن والرئيس عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن الأردن وبصفته عضوا في التحالف الذي يهدف إلى إعادة الشرعية في اليمن. وشدد وزير الخارجية الأردني على أن الهدف من العمليات العسكرية للتحالف العربي هو حماية الشعب اليمني من الانتهاكات التي ارتكبت وترتكب بحقه من قبل المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لها، منتقدا في الصدد تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان ومستغربا في الآن نفسه المساواة بين الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وبين جوده أن استخدام التحالف للقوة العسكرية لحماية الشعب اليمني ودعم الشرعية هو استخدام شرعي وقانوني للقوة.