جمعية أولياء التلاميذ: الحل في استحداث شرطة المدارس عاد الحديث عن الإجرام وانعدام الأمن في الوسط المدرسي بالعاصمة، بعد مرور أقل من شهر على الدخول الاجتماعي الجاري، حيث سجلت عدة حالات انتهت إحداها بقتل الطالب الثانوي محمد الزبيري بثانوية القنصلية والقائمة لاتزال مفتوحة في نظر المتتبعين إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. حادثة دخول غرباء إلى ثانوية السبالة واحتجاز التلميذات تثير سخطا واسعا دخل أساتذة ثانوية السبالة بالدرارية منذ أمس الأول، في إضراب مفتوح، مطالبين السلطات المحلية وفي مقدمتها والي العاصمة زوخ ووزيرة التربية نورية بن غبريت باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الأمن والأمان للتلميذ والأساتذة على حد سواء، حيث كانت حادثة دخول غرباء إلى الثانوية واحتجازهم لتلميذات عنوة القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت الأساتذة يخرجون عن صمتهم، مطالبين بتوفير الشروط اللازمة للدراسة، وكانت حادثة اقتحام غرباء إلى الثانوية قد عرفت سخطا واسعا عبر شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك بعدما انتشر الخبر مباشرة، حيث عاشت ثانوية السبالة الجديدة بالدرارية، حادثة غريبة اهتز لها الأساتذة ليدخلوا في إضراب عن الدراسة للمطالبة بتوفير الأمن بعدما تمكن أربعة غرباء من التسلل إلى داخل الثانوية تسلقا عبر الحائط الخارجي، ليحتجزوا عددا من التلميذات ثم اقتادوهن إلى أحد الأقسام وأغلقوا الباب بالطاولات قبل أن يتدخل الحراس إلى عين المكان وتتم محاصرتهم ليفروا بعدما سمعوا قدوم مصالح الدرك. حيثيات الحادثة تعود إلى يوم الاثنين من الأسبوع الفارط في حدود الساعة الثالثة زوالا، عندما اقتحم 4 شبان غرباء الثانوية تسلقوا من الحائط المحيط بها الذي ظل خلال الفترة السابقة من العام الماضي محل انتقاد الأساتذة لقصر طوله وبالتالي فهو عرضة لتسلقه من طرف المنحرفين، وتشير التصريحات من عين المكان إلى أنهم تفاجأوا بذعر انتاب التلاميذ والأساتذة مفاده وجود 4 شبان غرباء داخل المؤسسة تمكنوا من اقتحامها خلسة وأجبروا بعض التلميذات على دخول قسم وأغلقوا عليهن الأبواب بالطاولات وهم برفقتهن إلى أن تدخل الحراس بعد التبليغ عن الحادثة ليفر هؤلاء بعدما اكتشفوا أنه تم التبليغ عنهم وأن مصالح الدرك في طريقها إلى الوصول. الحادثة التي اهتزت لها الثانوية دفعت بالأساتذة إلى الإضراب عن العمل، في حين حمل المدير المكلف بتسييرها رفقة المراقب العام تقريرا تم إيداعه لدى مديرية التربية لغرب العاصمة، مشيرا إلى استحالة العمل في مثل هذه الظروف، في إشارة من التقرير إلى تقديم الاستقالة، قبل أن تعد مديرية التربية غرب بتدعيم المؤسسة بأعوان ومراقبين إضافيين على اعتبار أن التقرير حمل في طياته مشكل اللاأمن والنقص في عدد العاملين والمؤطرين بالثانوية. وحسب شهود عيان، فإن الحادثة ليست الأولى من نوعها فبعد وصول الغرباء إلى استغلال قاعة الرياضات امتد الأمر إلى غاية الولوج إلى داخل الأقسام واحتجاز التلاميذ. جريمة القنصلية تجعل التلاميذ يطالبون بتوفير الأمن وإقالة المديرة وتبقى حادثة قتل الطالب الثانوي محمد زبيري عبد الله بالقرب من ثانوية القنصلية ببلدية السويدانية حديث العام والخاص، حيث دخل الطلبة في إضراب مفتوح بعد تنظيمهم للمسيرة ورفضوا الالتحاق بمقاعد الدراسة قبل أن يتم إجبارهم عنوة على الدخول إلى الأقسام، حيث طالب بعض الذين التقينا بهم بإقالة المديرة محملينها مسؤولية عدم انتشار الأمن بالنظر إلى تراخيها، حسبهم، خاصة أنها تقوم بطرد التلاميذ الذين يصلون متأخرين وهم يقطنون في أحياء بعيدة كل البعد عن الثانوية شبه المعزولة، وهو سبب وفاة الطالب زبيري محمد، مؤكدين أن الثانوية شهدت سابقا عدة حالات لدخول غرباء ومنحرفين إلى جانب انتشار تعاطي المخدرات دون وجود رادع أو رقيب. حارس يعتدي على خمسة أطفال بابتدائية في باب الوادي الإجرام المرتكب في الوسط المدرسي لم يكن أبطاله غرباء فقط، بل تعدى ذلك ليشمل بعض العمال الذين لا صلة لهم بسلك التعليم والتربية، مثل حادثة ابتدائية بباب الوادي التي كان بطلها حارس المدرسة الذي تبين أنه اعتدى جنسيا على خمسة أطفال، حيث كان في كل مرة يستدرج طفلا إلى دورة المياه ليرتكب جريمته الشنعاء مع تهديدهم، قبل أن تنكشف القضية ويتم إيقاف المتهم وإحالته على العدالة. ثلاثة طلبة يقتحمون ثانوية ببن عكنون في حالة سكر المتتبع لمسار الإجرام والعنف والانحراف في الوسط المدرسي، يظهر له جليا تورط بعض الطلبة أيضا في مثل هذه الأعمال بعد أن أضحت المخدرات شيء عادي في الوسط المدرسي. الحادثة وقعت العام الماضي أبطالها ثلاثة طلبة من بينهم فتاة، دخلوا لتلقي الدروس وهم في حالة متقدمة من السكر، قبل أن يدخلوا في مناوشات مع زملائهم انتهت باكتشاف أمرهم وإحالتهم على المجلس التأديبي، الذي اتخذ قرارات صارمة في حقهم. القضية تعود عندما دخل 3 تلاميذ من بينهم فتاة يدرسون في قسم السنة الأولى شعبة آداب، ثانوية عمارة رشيد ببن عكنون في حدود الواحدة والنصف مساء وهم في حالة سكر متقدمة وشبه مشوشي التركيز، حيث دخلوا في مناوشات كلامية مع زملائهم سرعان ما تحولت إلى نزاع وعراك عنيف، استدعى تدخّل القائمين على تسيير المؤسسة الذين اكتشفوا على إثرها أن المعنيين لم يكونوا يدركون ما يقومون به، ليتأكد في الأخير أنهم قد تعاطوا كميات معتبرة من المشروبات الكحولية قبل الدخول إلى الثانوية. مطالب باستحداث شرطة المدارس وكاميرات المراقبة أكد أحمد خالد رئيس جمعية أولياء التلاميذ في اتصال ب«البلاد"، أن الدوريات التي يقوم بها رجال الأمن بالقرب من المؤسسات التربوية عبر مختلف ولايات الوطن لا تكفي وسط ارتفاع وتيرة وحدة الإجرام، مطالبا السلطات المحلية والأمنية بنصب دوريات دائمة أو استحداث ما يسمى بشرطة المدارس وتطهير محيط المؤسسات التربوية من الغرباء والمنحرفين والمجرمين، إلى جانب نصب كاميرات مراقبة تساعد أعوان الأمن وإدارة المؤسسات على أداء عملهم، داعيا أولياء التلاميذ إلى أخذ الحيطة والحذر ومراقبة أبنائهم وسلوكاتهم اليومية حتى لاينجروا وراء المنحرفين الذين يغررون بهم.