أطلق الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، نيران صديقة على الوزير الأول عبد المالك سلال بعدما وصف الحكومات التي عينها الرئيس بوتفليقة بالفاشلة، لذلك لا تقدم حصيلتها السنوية على البرلمان كون الحصيلة فاشلة حسب سعداني، واستثنى رئيس المجلس الشعبي السابق الرئيس من الفشل عندما قال إن بوتفليقة نجح في سياساته عكس حكوماته، بعدما نجح مشروع المصالحة الوطنية وإعادة الجزائر إلى مكانتها الطبيعية خارجيا... وهو استثناء يدرجه العارفون ضمن خانة "الاحتياط المخطط له". فما لم يفهمه البعض كيف ينتقد سعداني عمل حكومة سلال والرئيس بوتفليقة هو من عيّنها؟ وجدد الأمر بالمهمة لمدير حملته الانتخابية السابق 4 مرات، بالإضافة إلى أن دور سلال لا يتعدى "التنسيق" بين الوزارات باعتباره وزير أول وليس رئيس حكومة. وبدا عمار سعداني الذي نزل ضيفا على قناة "النهار" ليلة أول أمس، معارضا للحكومة ولِما تقوم به بقوله إنه يعترف بأنها حكومة أفلانية كون حزبه يحوز على أغلبية الحقائب الوزارية "14 وزيرا" لكنه استثنى نفسه من مسؤولية فشل الحكومة، وهو أمين عام حزب الأغلبية، وحمل الحكومة ذلك، مما يعتبر أمر غير مفهوم بنظر المتابعين الذين صعب عليهم تفسير كلام سعداني حتى يفهموا هل هي حكومة "أفلانية" أم حكومة "سلالية" أم حكومة "بوتفليقية"؟ وما فهم من كلام سعداني، أنه أراد القول إن الأفلان غير مسؤول عن اختيار الوزراء الموجودين حاليا بالحكومة، وعندما يكلف الحزب بتعيين الحكومة وهو ما يتمناه سعداني بعد تعديل الدستور، على الشعب أن يحاسبنا، كوننا نتحمل مسؤولية اختيار الوزراء وتسيير الحكومة. ورغم أن الرجل لم يقل ذلك بصراحة، إلا أن انتقاده الصريح والعلني لحكومة عبد المالك سلال ومن قبله من رؤساء الحكومات الذين عملوا مع بوتفليقة ، تصب في هذا المعنى، بل أكثر، أي أن سعداني حكم على الوزير الأول الحالي سلال بالفشل، وهو الذي أشرف على 4 حكومات منذ أن دخل مبنى فضيلة سعداني، وهي التصريحات التي من شأنها أن تمزق حبال الود بين أمين عام العتيد والوزير الأول. عمار سعداني الذي نزع ثوب الارتجال السياسي وارتدى عباءة السياسي الرزين الذي يحمل أفكارا وحلولا لمشاكل البلاد وعبر ساعتين من الزمن رافع لأفكار وخيارات تصب في صالح الوطن والمواطن، وأعطى الانطباع بأن حزبه يملك الحلول لحلها، على غرار قطاع الفلاحة والسياحة. كما ظهر متمكنا من ملفات السياسة الخارجية وبدا كأنه بارع فيها، ومتمكن منها، والخلاصة أن سعداني الذي أكد مرة أخرى أن الحزب سيكون له مرشح في رئاسيات 2019 أراد تمرير رسالة مفادها أنه باستطاعته تغيير أوضاع البلاد إن كلف الحزب بعد تعديل الدستور بتشكيل الحكومة، كما يفهم أن الرجل له مطامع كي يكون مرشح "الجبهة" إن لم يترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة. ويستدل البعض على هذا الطرح، بأن أمين عام الجبهة أشعل عود الكبريت السياسي في وجه أويحيى أمين عام الأرندي منذ حادثة رفضه لمبادرة القطب الرئاسي الذي اقترحه أويحيى، وبدأ في توجيه نيران صديقة تجاه سلال وذلك بعدما سبق له أن أزاح بلخادم من سدة العتيد.