أطلق أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، رسميا مبادرة حزبه التي تحمل إسم المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار التي غابت عنها الأوزان الثقيلة من الأحزاب السياسية خلال التدشين. فيما عج المقر الذي سيحتضن عمل اللجنة التي تشرف على تجسيد مبادرته ببن عكنون غرب العاصمة، بأحزاب مجهرية وشخصيات ممثلي المجتمع الوطني، ويبدو ان عمار سعداني متفائل جدا بتوسيع هذه المبادرة لتشمل باقي التشكيلات السياسية، لا سيما أن 12 حزبا حسب مصادر مؤكدة تتفاوض من أجل الانضمام إلى المبادرة ولم تفصل في موقفها بعد على غرار حزبي التغيير والبناء الوطني، رغم ان عددا آخر أعلن موقفه الرافض بشكل صريح على غرار الأرندي، والأحزاب المعارضة. فيما اكفت الحركة الشعبية بإيفاد ممثل وهو ما يظهر انقسام الأحزاب التي دعمت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للفوز بعهدته الرابعة، حيث اكد سعداني في هذا السياق أن هناك استجابة كبيرة لا يستهان بها، ملمحا إلى إمكانية التحاق جبهة القوى الإشتراكية التي قال سنرحب بها كثيرا مجددا دعوته لأحزاب المعارضة، وقال إن المبادرة تبقى مفتوحة. ويبدو أن عمار سعداني الذي كان قد أعلن في بداية إطلاق المبادرة عن زعامته لها متحديا في ذلك غريمه في الساحة السياسية قد تفطن إلى العراقيل التي ستواجهه في حال تمسك بهذا المبدأ فعمل على إذابة الجليد مع الأحزاب الأخرى من خلال التخلي عن فكرة القيادة، والإكتفاء بعضويته داخل المبادرة، حيث أكد ان الأفلان ستكون عضوية، ودعا جميع الأحزاب والتنظيمات المنضوية فيها إلى تقديم مقترحاتها، ورمى الكرة في ملعبهم، حيث دعاهم إلى هندسة خارطة الطريق، وعرض المقترحات التي ستكون محل نقاش دائم بين المنخرطين فيها. وشكل حضور نعيمة صالحي التي كانت ضد العهدة الؤرابعة وحتى إحدى المنخرطين فيما يعرف بتنظيم القطب السياسي، استغراب الكثرين، غير أنها اكدت في تصريح ل«البلاد" أن المرحلة الحالية والمخاطر المحدقة بالبلاد تقتضي الانضمام لهذه المبادرة وهو المسعى الذي برر به رئيس حزب تاج عمار غول موقفه من المشاركة في مبادرة سعداني الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية. ويبدو أن سعداني نجح في إذابة الجليد عن مبادرته، بعد التخلي عن الزعامة وقيادة المبادرة والاكتفاء بعضويته فيها مثله مثل باقي الأحزاب التي ستقدم المقترحات من أجل ما سماه بناء جدار وطني وحماية المؤسسات الشرعية للبلاد، حيث أعلن أزيد من 30 حزبا عن دعمهم وانخراطهم في المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار، فضلا عن المجتمع المدني ورجال الدين والزوايا.