احتجّ المئات من عمال الشركة الوطنية للعربات الصناعية أو ما يعرف بسوناكوم، وذلك بمقر الشركة بسبب التأخر الكبير في صب رواتبهم الشهرية، بالاضافة إلى ركود الإنتاج والتوزيع على مستوى الشركة. وشهدت المنطقة الصناعية بالرويبة صباح أمس، مواجهات عنيفة بين عمال الشركة الوطنية للعربات الصناعية وقوات الدرك الوطني، استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع، وذلك إثر احتجاج ما يفوق 1500 عامل بهذه الشركة، بسبب التأخر الكبير في صب رواتبهم الشهرية من جهة، ومن جهة اخرى وحسب ما صرّح به بعض العمال والنقابيين ل«البلاد"، توقّفت وتيرة الانتاج والتوزيع بالمصنع. الاحتجاج حسب النقابي خلفوني رشيد انطلق صباح أمس في حدود الساعة الثامنة، حيث تجمّع العمال وتوقّفوا عن العمل مطالبين بضرورة تدخّل المسؤولين لوضع حد لتصرفات الشركة التي تعوّدت على صب أجور العاملين متأخرّة. وحسب المصدر، فانّ الاحتجاج كان بطريقة سلمية في إطار ما يسمح به القانون، معتبرين أنّ الأمر مكفول قانونيا ووفقا لما نص عليه الدستور، ليضيف النقابي "تفاجأنا بعناصر الأمن يطوّقون المكان ويفضّون الاحتجاج بطريقة عنيفة، دخلوا من خلالها إلى الشركة وطاردوا العمّال مستعملين القنابل المسيلة للدموع، وتمّ توقيف أكثر من 20 عاملا وأصيب البعض بجروح"، مردفا "حتّى أنّ عاملة من العمال تعرّضت لولادة قسرية جرّاء المشهد"، ليعود الهدوء النسبي إلى المنطقة بعد التحكّم فيها من قبل فرقة الدرك الوطني، بعدما أغلق الطريق لمدّة زمنية معتبرة. وقال العمّال ل«البلاد"، إنّ الشركة الوطنية لصناعة العربات، لطالما ساهمت في إثراء الخزينة العمومية وهي تعتبر فخرا للصناعة الجزائرية منذ أن كانت تسمّى بشركة سوناكوم وإلى غاية تحويلها إلى الشركة الوطنية لصناعة العربات، هي اليوم تتعرّض لضغوطات شديدة منذ فترة، وأكبر دليل حسب تصريحاتهم هوتوقّف إنتاج الحافلات والشاحنات وكافّة المركبات، لمدّة فاقت السنة، فكل شيء في الشركة معطّل ولا مجال لإنتاج أي شيء، بل، يضيف العمال "لدينا مركبات تحتاج لقطع غيّار وإلى تصليح ولكنّ تلك القطع غير متوفّرة لتبقى الأمور على حالها"، وهوما لوحظ خلال زيارة ميدانية داخل الشركة، حيث شوهدت العديد من هياكل الحافلات والشاحنات مرمية تحتاج إلى عملية إكمالها. وواصل العمال احتجاجهم في ظل التوقّف التام عن العمل، وهوما أكدّته الأغلبية ل«البلاد"، قائلين إنّ العمل لن يستمر وسيكون هناك إضراب مفتوح إلى غاية صب الأجور وإيجاد حل لمشكلة توقف الإنتاج، وهو ما حاولنا الوقوف عليه والاستفسار بشأنه مع أحد مسؤولي الشركة، غير أنّ عمال الأمن بالشركة منعونا من الوصول إلى أي مسؤول.