كادت زمام الأمور تفلت، صبيحة أول أمس الخميس، في المنطقة الصناعية للرويبة، بعد محاولة عمال المركب الصناعي للشاحنات والعربات الصناعية سوناكوم، اختراق الطوق الأمني والاتجاه في مسيرة سلمية نحو مدينة رويبة للمطالبة برفع أجورهم. وقد لوحظ انتشار لقوات مكافحة الشغب صباح الخميس، حيث كان تواجدهم بكثافة في مداخل رويبة ومدينة رغاية، وهذا ما أثر على حركة السير وجعل الكثير من العمال والطلاب يتأخرون في اللحاق بمقر عملهم بعدم سد العمال الطريق الوطني رقم 5، حيث سد أكثر من 500 عامل الطريق الوطني رقم 5 بالمنطقة الصناعية بالرويبة، وواجهوا قوات مكافحة الشغب التي كانت مسلحة بالهروات والقنابل المسيلة للدموع وكذا خراطيم المياه، حيث وقعت بعض صدامات بين العمال وقوات مكافحة الشغب أدت إلى بعض الإصابات في صفوف العمال. وأكد ممثل عمال الشركة الوطنية للعربات الصناعية سوناكوم، بن مولود أميزيان، أن العمال سيمضون قدما في إضرابهم: "لا يمكنا أن نتوقف الآن. سنمضي في طريقنا قدما"، مطالبا الحكومة بفتح قنوات الحوار معهم والسماع لمطالب العمال، التي يقول إنها مشروعة. ومن جهتهم، بدا عمال الشركة جد متأثرين بالمعاملة التي يعاملون بها، حيث أكد بعضهم ل "الأمة العربية" أن مطالبهم مشروعة وأنهم بقوا لسنوات صابرين ينتظرون حلولا جدية وتحقيق الوعود، لكن في كل مرة تذهب الوعود أدراج الرياح، وحمّل بعضهم زعيم النقابية المركزية عبد المجيد سيدي السعيد المسؤولية في تدهور أوضاعهم، حيث أكدوا لنا أن وعود سيدي السعيد كانت كسبا للوقت لتمرير سياسات ضد مصالح العمال. بينما راح بعض العمال البسطاء، يسردون علينا معاناتهم مع الراتب الذي لا يكفيهم حتى لعشرة أيام على حد قولهم حيث قال أحد العمال: "أكتبوا أن عمال سوناكوم صاروا يعيشون بالديون، وأن وضع البطالين أحسن منهم". وبدا العمال مصممين على مواصلة احتجاجهم، معتبرين أن الكل تخلى عنهم، بما فيهم زعيم النقابية الذي أطبق صمتا وتركهم يواجهون مصيرهم ولم يحاول حتى تبرير عدم الزيادة في أجورهم، على حد تعبير بعضهم. وتجدر الإشارة إلى أن عمالا من مؤسسات أخرى من المنطقة الصناعية، ساندوا زملاءهم في سوناكوم وخرجوا ليشاركوا الإضراب يوم الخميس وانضموا إلى المسيرة الاحتجاجية التي نظمها عمال سوناكوم. ويعيد هذا الإضراب فتح ملف الأجور مجددا، الذي ما زال يثير الكثير من اللغط والمزايدات التي تستثمرها بعض التوجهات السياسية لضرب استقرار العمال ومحاولة تسييس مطالبهم.