14 ألف وفاة سنويا والسكتة القلبية والعمى مضاعفات القاتل الصامت دق أخصائيون وأطباء ناقوس الخطر بسبب تنامي داء السكري، حيث بلغت نسبة المرضى في الجزائر ما يقارب 4 ملايين مصاب، في وقت حذرت منظمة الصحة العالمية من ضرورة تفادي هذا الداء بالوقاية، مؤكدة أنه سيكون خلال سنة 2030 من بين الأسباب السبعة الأولى للوفيات في العالم. وكشفت التحقيقات عن أن أغلب المصابين بداء السكري يموتون نتيجة الذبحة القلبية وأمراض القلب والشرايين دون علمهم أن السبب الرئيسي للوفاة هو السكري "البلاد" وبمناسبة اليوم العالمي لداء السكرى تطرقت لهذا الداء بالحديث مع أخصائيين في هذا المجال. البروفيسور بواب: مضاعفات السكري خطيرة وهذه أسبابها وفي هذا الصدد، أكد البروفيسور بواب ضياء الدين أخصائي في أمراض الغدد والسكري في حديثه مع "البلاد"، أن داء السكري مرض مزمن ومن بين الأمراض الأكثر انتشارا، محذرا من خطورته على صحة الفرد، حيث يعتبر السبب الأول للإصابة بالعمى للأشخاص الأقل من 60 سنة وكذا يعتبر السبب الرئيسي لبتر القدمين وسبب العجز الكلوي وأمراض القلب والشرايين. واعتبر البروفيسور أن أصل الإصابة بداء السكري هو خلل في الخلايا المنتجة للأنسولين التي يفرزها البنكرياس أي العضو الموجود خلف المعدة، وظيفة هذه الخلايا أن تنتج الأنسولين والأنسولين يأخذ الأطعمة إلى الخلية ليستعملها كطاقة، الذي يحدث عند مرضى السكري من النوع الأول هو تلف كلي نهائي في هذه الخلايا بنسبة 100 % والعلاج حتما سيكون البدء في الأنسولين عند الأشخاص المصابين بالنوع الأول أي الأطفال والشباب، وهذه الفئة من المصابين تمثل 10 % إلى 15 % من مجمل مصابي السكري. 7.47 بالمئة مصابون بهذا الداء في الجزائر وقال البروفيسور بواب ضياء الدين، إن الفدرالية الدولية لداء السكرى سجلت ما يزيد عن 420 مليون مصاب عبر العالم، في حين اعتبرت الفدرالية أن الجزائر من بين الدول التي ارتفعت فيها نسب الإصابة بها هذا الداء الخطير، خاصة مع التمدن وتحسن المستوى المعيشي، وقدرت الفدرالية نسبة عدد المرضى ما يزيد عن 7.47 بالمئة من الأشخاص المصابين والبالغين أكثر من 20 سنة أي ما يعادل 1.8 مليون جزائري أي ما يمثل سكان ولاية كبيرة. وفي سياق متصل، أكد البروفيسور أن هناك دراسة أجريت مؤخرا بالجزائر أحصت ما نسبته 14 ألف وفاة سنويا بهذا الداء. رئيس جمعية المصابين بداء السكري: ننتظر من وزارة الصحة التكفل بهذه الشريحة من جهته، أكد رئيس جمعية المصابين بداء السكري لولاية بومرداس محمد مكري في حديثه مع "البلاد" أن عدد ملفات المصابين بداء السكري المنخرطين في جمعيته بلغ ما يزيد عن 7 آلاف مصاب، في حين تحصي الولاية 32 ألف مريض، أما الجزائر ككل فقال المتحدث إن الإحصائيات قدمت أرقاما مخيفة، حيث سجلت ما يزيد عن 4 ملايين مصاب. من جهتهم، أرجع المختصون في داء السكري سبب تزايد الإصابة بهذا الداء إلى ما مرت به الجزائر من عشرية سوداء، حيث ارتفع عدد المصابين بهذا الداء خلال العشرين سنة الماضية بشكل مخيف، ضف إليه التحول الغذائي وعدم ممارسة الرياضة والسمنة المفرطة التي تعتبر من بين الأسباب الرئيسة للإصابة بهذا المرض الخطير وكذا عامل الوراثة الذي يلعب دورا كبيرا في إمكانية حدوث الإصابات، حيث إن خطر الإصابة بالداء يتراوح بين 30 و50 بالمائة وسط العائلات التي تحصي شخصا أو اثنين من أفرادها مصابين بالداء.
أخصائيون: مارِسوا الرياضة وتفادوا الشاورما والبيتزا فإنها تسبب السكري وفي هذا الصدد، يقول مكري إن الجمعية تعمل على توعية شريحة كبيرة من الناس بالقيام بأيام تحسيسية بمشاركة خبراء ومختصين في داء السكري، مؤكدا أنه لتفادي هذا المرض يجب المشي وعدم اعتماده الكلي على التنقل بالسيارة وضرورة ممارسة الرياضة والرجوع إلى نمط عيش أجدادنا بالتخلي عن استهلاك الأكل الدسم والسكريات والشاورما والبيتزا والإقبال على الخضر والفواكه، مع اعتماد المشي يوميا. وتأسف رئيس جمعية داء السكري محمد مكري للإجراءات التي اتخذها صندوق الضمان الاجتماعي في حق مرضى داء السكري بتقليل نسبة استخراج وحدة قياس الدم إلى 50 وحدة في 90 يوما بدل 90 وحدة في 90 يوما، مما يجبر المريض لاقتنائها بأموال فوق قدراته الشرائية، حيث تكلف وحدة القياس ب1800 دج وهو الإجراء الذي يرفضه المصابيون بداء السكري الذين ينتظرون التكفل والعلاج بدل إجراءات تزيد من معاناتهم.