قال دبلوماسي غربي إن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أصدر توجيهات لبعثة بلاده لدى الأممالمتحدة بتأجيل تصويت مجلس الأمن على قرار بشأن المستوطنات الإسرائيلية الخميس 22 ديسمبر 2016. وحث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدارة الرئيس باراك أوباما على استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لبناء المستوطنات على الأراضي المحتلة التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم. ولجأ نتنياهو في جوف الليل إلى تويتر لتوجيه هذا النداء في مؤشر على قلقه من أن يطلق الرئيس باراك أوباما طلقة الوداع على سياسة طالما عارضها وعلى زعيم يميني كانت علاقته به مضطربة. وبعد بضع ساعات كتب ترامب على تويتر وفيسبوك يقول "القرار الذي يدرس في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلق بإسرائيل يجب استخدام حق النقض (الفيتو) ضده." وأضاف "السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لن يتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين وليس من خلال أن تفرض الأممالمتحدة شروطا." وتابع أن القرار "يضع إسرائيل في موقف تفاوضي ضعيف للغاية وينطوي على ظلم شديد لجميع الإسرائيليين." وقال دبلوماسيون إن مصر وزعت مسودة القرار مساء أمس الأربعاء ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا عليه في الساعة الثالثة عصرا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي (2000 بتوقيت جرينتش) اليوم الخميس. وأضافوا أنه لم يتضح كيف ستصوت الولاياتالمتحدة التي تحمي إسرائيل من أي إجراء داخل الأممالمتحدة. وسيطالب القرار إسرائيل "بوقف فوري وكامل لجميع أنشطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية." ورفض البيت الأبيض التعليق. ويأمل بعض الدبلوماسيين أن يمكن أوباما مجلس الأمن من الموافقة على القرار بالامتناع عن التصويت. ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر جلسة خاصة في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش لبحث الأمر. ودأبت إدارة أوباما على توجيه انتقادات شديدة لبناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدس الشرقية. لكن مسؤولين أمريكيين قالوا هذا الشهر إنه ليس من المتوقع أن يتخذ الرئيس خطوات كبيرة فيما يتعلق بالسلام الإسرائيلي الفلسطيني قبل أن يترك منصبه. وكتب نتنياهو على تويتر الساعة 3:28 صباحا يقول إن الولاياتالمتحدة "يتعين عليها استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار المناهض لإسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس." وتعزز موقف زعماء تيار اليمين المتطرف والمستوطنون في إسرائيل بانتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وأشار ترامب بالفعل إلى تغيير محتمل في السياسة الأمريكية بتعيينه أحد محاميه - وهو جامع تبرعات لمستوطنة إسرائيلية كبيرة- سفيرا جديدا لواشنطن لدى إسرائيل. وفي عام 2011 استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين المستوطنات الإسرائيلية بعد أن رفض الفلسطينيون تسوية عرضتها واشنطن. وقال داني دانون سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة لراديو الجيش الإسرائيلي "خلال بضع ساعات سنعرف الرد من أصدقائنا الأمريكيين." وأضاف "آمل بشدة أن يكون نفس الرد الذي تلقيناه في عام 2011 عندما كان النص مشابها جدا للنص المقترح الآن واستخدمت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في ذلك الوقت حق النقض ضده." وتقول مسودة القرار إن بناء إسرائيل للمستوطنات "لا يستند إلى أي أساس قانوني أو دستوري وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي." ويبدي القرار قلقا شديدا من أن استمرار النشاط الاستيطاني "يعرض للخطر الشديد الحل القائم على أساس الدولتين." وتقول الولاياتالمتحدة إن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات يفتقر للشرعية لكنها لم تصل إلى حد تبني موقف العديد من الدول الأخرى القائل بأنه غير قانوني بموجب القانون الدولي. ويقيم نحو 570 ألف إسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وقال دانون إن شيئا لن يتغير على الأرض إذا ما تمت الموافقة على القرار. لكنه قال إن ذلك قد يشجع الفلسطينيين على السعي لفرض عقوبات دولية على إسرائيل ويعيق أي عودة محتملة لمحادثات السلام التي انهارت عام 2014. ويحتاج صدور القرار إلى 9 أصوات لصالحه وألا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده.