منعت قوات الأمن، أمس، عددا من مناضلي حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من السير في مختلف الاتجاهات بالعاصمة، حسبما خطط له الحزب مسبقا لكسر الطوق الأمني الفروض على العاصمة، وفشل الأرسيدي في التوجه نحو ساحة أول ماي انطلاقا من بلدية حسين داي والسير نحو شارع الشهداء انطلاقا من بلدية المدنية. وتعرض سعيد سعدي إلى الطرد من قبل جموع المواطنين ببلدية المدنية التي شهدت تطويقا أمنيا محكما. في حين طوقت عناصر مكافحة الشغب تجمعا آخر في بلدية حسين داي بالقرب من مقر مجلس قضاء العاصمة، كان يقوده الرئيس الشرفي للرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان علي يحي عبد النور. وتعرض سعدي للطرد بعد وصفه بأقبح النعوت من قبل جموع من المواطنين الذين حملوه على مغادرة المكان، الأمر الذي حال دون تمكنه من الانضمام للموالين له، حيث غادر مرفوقا بحرسه الشخصي على متن سيارته. وشهد مبنى التلفزيون بشارع الشهداء تطويقا أمنيا محكما حال دون تمكن المتظاهرين من التزحزح عن أماكنهم ببلدية المدنية. وفي بلدية حسين داي غير بعيد عن مجلس قضاء العاصمة، حاول تجمع آخر للأرسيدي لا يتجاوز عدد المشاركين فيه 40 شخصا السير نحو ساحة أول ماي لكسر الطوق الأمني المفروض، لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك. وقاد علي يحي عبد النور، الرئيس الشرفي للرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، تجمع الأرسيدي بحسين داي وطالب مصالح الأمن بالسماح له بالسير نحو ساحة أول ماي التي طوقت هي الأخرى بطريقة محكمة وقال ''أتركونا نمشي في بلادنا لندافع عن الحرية'' مطالبا الشرطة بالوقوف إلى جانبهم. وفي تلك الأثناء اخترق مواطن لا يتجاوز عمره الأربعينات المسيرة رافعا صورة الرئيس بوتفليقة وهاتفا بحياته، وطالب الرجل جماعة الأرسيدي بالرحيل وهتف مواطن آخر مؤيدا للرئيس بوتفليقة، وقال ''كفانا كفانا من تجار السياسة.. نحن بحاجة إلى التنمية''، الأمر الذي أثار حفيظة أنصار سعدي الذين دخلوا في ملاسنات كلامية معهم، وقد تمكنت مصالح الأمن من الحيلولة دون وقوع مصادمات بين المؤيدين والمعارضين، وشوهدت سيارات تمر بالمكان تدق أبواق السيارات وترفع صور للرئيس بوتفليقة. وسجل اليوم تحكم مصالح الأمن خاصة قوات مكافحة الشغب في تصرفاتها مع المتظاهرين، وذلك التزاما بتعليمات المدير العام للأمن الوطني عبد الغني الهامل الذي أمرهم بضبط النفس وعدم التعرض للمتظاهرين والصحافيين، وهذا فعلا ما لوحظ منذ بداية المظاهرات. كما لم يتم تسجيل أي توقيفات للمتظاهرين، ولم تدم المظاهرات أكثر من أربع ساعات قبل أن يقرر المتظاهرون مغادرة المكان وإعطاء موعد آخر يوم السبت المقبل