كشفت وثيقة جديدة ل''ويكيليكس'' عن خطة لشركة ''أناداركو'' الأمريكية لمصادرة أصول شركة ''سوناطراك'' في الخارج بدعم من السفارة الأمريكيةبالجزائر في حال فوزها بالقضية المرفوعة ضد الشركة الوطنية أمام التحكيم التجاري الدولي والمقرر أن يصدر حكمه في جوان المقبل، في ظل احتمال رفض ''سوناطراك'' دفع تلك التعويضات التي حصلت عليها من تطبيق الضريبة على الأرباح· ووفق البرقية المؤرخة قبل عام والتي نشرت صحفية ''فايننشل تايمز'' البريطانية مقاطع منها، فإن مدير فرع ''أناداركو'' بالجزائر ديك هولمز أبلغ دبلوماسيين أمريكيين بالجزائر أن محامي الشركة يرى أن الحكم سيكون واجب النفاذ وإن لم ينفذ في الجزائر سيعوض بمصادرة أصول شركة ''سوناطراك'' في الخارج·وتنقل الوثيقة نصيحة السفير الأمريكي بالجزائر دافيد بيرس للخارجية الأمريكية باعتماد التصعيد واللجوء إلى خيارة مصادرة أصول سوناطراك الخارجية، ودوّن السفير الموشك على مغادرة الجزائر في البرقية الموجهة لكتابة الدولة، تصوره للتعامل مع الوضع ''في حال خسارة سوناطراك الدعوى، من غير المرجح أنها سوف تدفع· وعلى ''أناداركو'' أن تفكر في التحرك لمصادرة أصولها في الخارج''·ويعكس موقف السفير الأمريكي دعم واشنطن لمصالح اللوبي النفطي وغضبها الشديد من قرار فرض ضريبة على الأرباح الاستثنائية بما في ذلك على العقود التي تعود إلى مرحلة ما قبل 2006 تاريخ اتخاذ الحكومة الجزائرية لقرارها للاستفادة من ارتفاع أسعار النفط· وتزعم ''أناداركو'' أنها خسرت بسبب ذلك 3 ملايير دولار في إشارة إلى تراجع أصولها وإلزامها بسداد هذه الرسوم ومنها 193 مليون دولار في السنة الماضية·وتتوفر ''سوناطراك'' على مصالح خارجية هامة منها محطات لتخزين الغاز في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية واستثمارات ضخمة في قطاع النفط والغاز في عديد البلدان بالشراكة· وتورد برقية أخرى صادرة في 2007 عن تفكير ''أنادركو'' في مغادرة الجزائر رغم أنها أهم ثاني مركز لنشاطها في العالم·وتنقل عن مدير فرع ''أناداركو'' بالجزائر ديك هولمز، أن إدارة الشركة بدأت تفكر مليا في التخلي عن السوق الجزائرية، ووفق قوله فإن فرض تلك الرسوم أدى إلى تراجع قيمة أصول ''أناداركو'' بالجزائر من 10 ملايير دولار إلى ملياري دولار·وبعكس ما جاء في الوثائق السرية تنقل الجريدة البريطانية عن مسؤولين في الشركة الأمريكية قناعتهم بأن الشركة الجزائرية سوف توفي بالتزاماتها أي أن ''سوناطراك'' لا خيار لديها سوى الدفع·وأشاروا إلى الشركة التي تضخ400 ألف طن من النفط يوميا في الجزائر باقية وستواصل استثماراتها وهي تستعد لتشغيل مشروع ضخم في حوض المرك·لكن المحلل النفطي سوباش شاندرا من مركز جيفريز بنيويورك، يرى غير ذلك وأنه يتوقع أن تقدم الشركة الأمريكية على مغادرة الجزائر وبيع أصولها· وأضاف أنه سيستثمرون نحاج مشروع المرك لإغراء الآخرين، وبرأيه فإن لغة الجسد غير تلك ما تعنيه الكلمات في إشارة إلى أن الشركة الأمريكية تفعل عكس ما تقول·وتعتبر ''أناداركو'' أهم الشركات الغربية العاملة في الجزائر ورفضت في فترة التسعينيات موجة الهروب من الجزائر خلال مرحلة الإرهاب وحققت مداخيل هامة في السنوات الماضية مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط رغم فرض قيد دفع رسوم إضافية على الأرباح الاستثنائية·وشجع لجوء ''أناداركو'' إلى التحكيم الدولي شركة ''مللر ميرسك الدانماركية'' على مقاضاة الجزائر أمام التحكيم الدولي·وتتوفر الجزائر على خبرة واسعة في مجال التحكيم التجاري الدولي وتمكنت العام الماضي من الحصول على حكمين مؤيدين لها في نزاع مع شركات إسبانية بسبب تسعيرة الغاز وإنجاز مشاريع غازية في قاسي طويل·