تتواصل مشاهد العنف في الملاعب الجزائرية وعلى جميع المستويات والأقسام التي كانت تغيب في أوقات سابقة بسبب غياب التغطية الإعلامية، بالرغم من أن الإحصائيات تؤكد أن تلك الأقسام الدنيا هي الأكثر تعرضا لمشاكل العنف والأمثلة على ذلك كبيرة وكثيرة ولا تحصى. غير أن درجة الخطورة وصلت أول أمس الجمعة إلى أمور لا تعقل ولا يقبلها العقل بعد أن قتل أحد الأنصار طعنا بالخنجر ويتعلق الأمر بالشاب شقرون لزهر صاحب 25 سنة في مباراة وداد عين طويلة وشباب عين كبيرة عن القسم الشرفي لولاية سطيف. وحسب شهود عيان تعود وقائع "الكارثة" للمشاحنات التي كانت متواجدة بين أنصار الناديين قبل المباراة وأثناءها قبل أن يوقف الحكم المباراة في الشوط الثاني بسبب رمي الحجارة على أرضية الميدان، الأمر الذي استغله أنصار الناديين الذين اجتاحوا أرضية الميدان واستعملوا كل الوسائل الممكنة في حرب حقيقية فوق المستطيل الأخضر من سيوف، حجارة وأعمدة. وهي الحادثة التي راح ضحيتها الشاب شقرون لزهر صاحب 25 سنة بعد أن تعرض لعدة طعنات على مستوى الصدر أردته قتيلا. كما نقل العديد من المصابين للمستشفى لتلقي العلاج خاصة أن المعطيات الأولى تتحدث عن إصابة أكثر من 40 مناصرا بجروح متفاوتة كما اعتقلت الشرطة التي طوقت المكان بعد ذلك العديد من الأنصار بعد أن تطورت الأحداث التي أفسدت العرس الذي كان مقررا بالملعب البلدي لعين طويلة في ولاية سطيف. وتأتي الحادثة أو الكارثة لتؤكد مرة أخرى فشل كل الخطوات التي أقدمت عليها المشرفون على الرياضة الجزائرية أو حتى الاتحادية التي كانت تأمل في القضاء على العنف لكنها بالحادثة الجديدة. فالأمور اختلطت عليها بشكل كبير خاصة مع تجدد المشاهد. والطامة الكبرى أن الأمر يتعلق بوفاة أحد المناصرين، وهو السيناريو الذي لم تعشه الملاعب الجزائرية منذ مقتل إيبوسي مع شبيبة القبائل.
"الملاعب الجزائرية تتحول إلى ميدان معارك فهل من مستغيث؟" بالعودة إلى ما حدث في مباراة أول أمس بين الفريقين من الشرفي لولاية سطيف فالأمور باتت لا تطاق ولا يمكن تغطية الأمور في سياق تهدئة الأمور خاصة أن الملاعب الجزائرية باتت حلبة للصراع أو أرض معارك وهذا قبيل نهاية فترة الذهاب فقط. فالأمور ستتطور أكثر مع مرور الجولات ومع زيادة الرهان سواء على الصعود أو البقاء، وهو الأمر الذي يجب أن يحسب له ألف حساب. وعلى الجميع أن يعتبر لتفادي زهق أرواح أخرى تؤثر على صورة الجزائر في الخارج بصورة عامة والكرة الجزائرية بصورة خاصة لا سيما أن الخضر لم يتأهلوا لكأس العالم في الدورة القادمة.
إيبوسي والعيفاوي في الذاكرة يتذكر الجميع بعض المشاهد المأساوية في الملاعب الجزائرية، التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي على غرار ما حصل مع لاعب شبيبة القبائل الكاميروني إيبوسي الذي لقي حتفه بعد مباراة ناديه أمام اتحاد العاصمة بعد تلقيه ضربة على مستوى الرأس لتشكل الحادثة سابقة في الجزائر وشمال إفريقيا لأن الأمر يتعلق بعملية قتل غير عمدي، وكان قبلها تعرض الدولي الجزائري عبد القادر العيفاوي رفقة ناديه اتحاد العاصمة في مباراتهم بسعيدة لمختلف أنواع العنف من أنصار الفريق المحليو إذ تعرض اللاعب لطعنة خنجر على مستوى أسفل الصدر قبل أن ينجو بقدرة قادر. لكن ورغم كل ما حصل على ما يبدو الأمور لم تتحسن، وبقيت دار لقمان على حالها في غياب عديد الظروف المساعدة لتلافي هذه الظاهرة السيئة التي تعنف في كل يوم أجواء السير الحسن لكرة القدم الجزائرية.
إغلاق ملعب عين طويلة حتى نهاية السنة هذا وقد اتخذت لجنة الانضباط التابعة للرابطة الجهوية لسطيف التي اجتمعت أمس، إجراء احترازيا يتعلق بإغلاق ملعب عين طويلة بسطيف حتى نهاية السنة لحد استكمال الملف خاصة ما تعلق بتقارير تخص بالدرجة الأولى محاضر الشرطة ومراقب المقابلة وحتى الحكم الذي سيدلي بدلوه أيضا بكل صغيرة وكبيرة تخص المقابلة التي تحولت لكارثة حقيقية.