يشدّد "عامر ولد سعد سعود" المستشار السابق للزعيم الإسلامي الراحل "محفوظ نحناح" (27 جانفي 1942 – 19 جوان 2003)، على وجود 7 أسباب وراء إفراز ما سماها "حقيقة إسلامية مرّة" في جزائر 2018. في تصريحات خاصة ب "البلاد نت"، قال "ولد سعد سعود" إنّ الخيبات المتتابعة للأحزاب الإسلامية في المواعيد الانتخابية الأخيرة، وما يتصل بالصراعات الخفية والتخبطات الظاهرة، ناجمة في تصوره عن أخطاء ارتكبتها الحركة الإسلامية عبر اقتحامها المعترك السياسي في غياب مرجعية قوية. وعن خوض ممثلي التيار الإسلامي في السياسة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، تابع "ولد سعود": "كان يجدر بالإسلاميين تأسيس مدرسة سياسية معلومة الفلسفة بيّنة الأهداف والبرامج، مكوّنة الطاقم البشري، فدخول المعترك السياسي كان بدفع ماكر من مخابر أجنبية معروفة بعدائها للدين الإسلامي وللجزائر وتاريخها وحضارتها، وساعدها في ذلك تواطؤ داخلي، وقلة وعي بخطورة المآلات لدى القيادات التي اندفعت بعواطف شعبية متدينة ومؤهلة للانفجار نتيجة الغضب المكدس بسبب ممارسات الحزب الواحد وسموم الطبقات العازلة التي يرجع تاريخها إلى أولئك الذين عاشوا على هامش الحضارات، ممن انبهروا بالاستعمار وهُزموا نفسيا لما شهدوا فشل بعض المقاومات الشعبية على شاكلة إخواننا في السلطة الفلسطينية والذين سموهم رواد الحركة الوطنية آنذاك ب"المطورنين". نحناح حال دون (الصوملة) و(الأفغنة) يرى "سعود": "الأولوية بالنسبة لإسلاميي الجزائر في المرحلة القادمة، تكمن في الانشغال بالدعوة إلى الله والرجوع إلى المساجد، والإبحار من جديد في كتاب الله وسنة نبيه والابتعاد عن العمل السياسي قدر الإمكان، لأنّ شروطه غير متوفرة في نظري والله أعلم". ويبرز مستشار رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام، أنّ وضع الحركة الإسلامية حاليا كارثي بحكم كونها "مدجّنة" و"ضعيفة". وأردف "سعود": "دخولي العمل السياسي مع الزعيم نحناح ألف رحمة عليه، كان بدافع الحفاظ على كيان الدولة الذي كان بالفعل مهددا ومرشحا ل(الصوملة) و(الأفغنة) لولا عناية الله وعمل المخلصين في جميع المواقع، وكذلك من أجل عزل الطبقات العازلة بين الصحوة ورجالاتها وبين صنّاع القرار في الجزائر، وأولئك الذين كانوا يعملون على تأجيج الصراعات بين الإسلاميين والسلطة ليتموقعون هم في مفاصل الدولة، طالما أنّه لا يمكنهم السباحة إلاّ في المياه العكرة. وينتهي "سعود": "كان الهدف الأساسي لعملنا السياسي هو تأمين العمل الدعوي لجميع أبناء الصحوة الإسلامية بدون استثناء، وتمّ ذلك بنجاح كبير والحمد لله".