وجّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى ، اليوم الجمعة ، رسالة صريحة إلى أتباع التيار السلفي في الجزائر ، دعاهم فيها إلى اتباع السلفية الحقيقية التي تبتعد عن الحزبية وعن تضليل من يخالفهم من المسلمين ولو كان على حقّ ، مستشهدا بمقولة للشيخ ابن العثيمين يحثّ فيها السلفيين في الجزائر على أن يكونوا "مسلمين جزائريين" دون انتماءات ومناهج حزبية أخرى. وابتدأ الوزير عيسى رسالته ، بنداء للشيخ ابن عثيمين أحد رموز الدعوة السلفية ، قال فيه :" يا سلفية الجزاير هكذا كونوا أو لا تكونوا، مسلمين جزايريين وكفى" ، مستشهدا بقوله على أنه لا معنى لما يسمى "السلفية" إلا الإسلام الذي يؤمن به كل المسلمين في الجزائر وفي غيرها من البلدان التي تدين مجتمعاتها بالدين الحنيف. السلفية ليست "منهجا حزبيا" وهؤلاء ليسوا من السلفية في شيئ وجاء في رسالة عيسى إلى السلفيين:"قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لأنهم هم الذين سلفونا وقدمونا وتقدموا علينا، فاتباعهم هو السلفية" ، قبل أن يتابع الوزير:"أما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حقٍّ واتخاذ السلفية كمنهج حزبي فلا شكَّ أن هذا خلاف السلفيَّة". واستدلّ عيسى على حديثة بأن "السلف كلهم كانوا يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وآله سلم، ولا يضلِّلون مَن خالفهم ، إلا في العقائد"، بالمقابل من ذلك "صار بعض من انتهج السلفيَّة في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه، واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره" ، يضيف الوزير، الذي نفى صفة السلفية عن الذين جعلوها :" حزباً خاصّاً له مميزاته" ، مؤكدا أن هؤلاء " ليسوا من السلفيَّة في شيء". واختتم وزير الشؤون الدينية رسالته بالقول إن "السلفية هي اتباع منهج السلف عقيدة وقولاً وعملاً وائتلافاً واتفاقاً وتراحماً وتواداً كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد) أو قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)".